سكوبيا، هامبورغ - "الحياة"، أ ف ب - أعلن وزير الخارجية الالماني كلاوس كينكل ان حلف شمال الاطلسي يفكر في اتخاذ اجراءات "وقائية" في البانيا للمساهمة في تثبيت الاستقرار في المنطقة ومنع تهريب الاسلحة الى كوسوفو. فيما طالبت واشنطن بلغراد باحترام وعودها بوقف الهجوم الذي تشنه القوات الصربية في كوسوفو. وفي تصريح الى التلفزيون الألماني "آ.ار.دي"، قال كينكل مساء الخميس ان نقل المعدات العسكرية سراً من البانيا الى كوسوفو يطرح مشكلة يتعين التصدي لها. واضاف ان السلطات الالمانية تبحث بالاضافة الى ذلك عن حل لمشكلة جمع الاموال التي ترسل من المانيا الى كوسوفو لشراء اسلحة. وأشار كينكل الى ضرورة الاستمرار في البحث عن حل بالوسائل السياسية للنزاع في كوسوفو. لكنه قال ان افكاراً تطرح في اطار الحلف الاطلسي لحل عسكري. وفي واشنطن وافق الكونغرس على مشروع قرار يطالب الرئيس بيل كلينتون بالتشاور معه قبل ارسال قوات اميركية للمشاركة في أي عمل عسكري في كوسوفو. وضمن المساعي الاميركية لاحتواء الصراع في كوسوفو اجرى السفير الاميركي في مقدونيا كريستوفر هيل محادثات مع المسؤولين في بلغراد "تناولت ضرورة احترام وعود الرئيس ميلوشيفيتش انهاء الهجوم الصربي في كوسوفو ومساعدة اللاجئين على العودة الى ديارهم". جاء ذلك في وقت واصلت القوات الصربية تقدمها نحو قرية يونيك القريبة من الحدود مع ألبانيا وهي "المعقل الحصين الذي لا يزال باقياً لجيش تحرير كوسوفو". وذكر المركز الاعلامي الألباني في كوسوفو امس ان القوات الصربية "تقصف يونيك بعنف في محاولة لاقتحامها". وعبّر المركز عن مخاوفه من ان "يرتكب الصرب مجزرة بحق آلاف المدنيين الألبان الموجودين في يونيك". وكان ميلوشيفيتش ابلغ وفد الترويكا الاوروبية اول من امس الخميس ان "العملية العسكرية التي قامت بها القوات الصربية انتهت". وذكر ناطق باسم منظمة الاغاثة التابعة للامم المتحدة انه "يجري البحث حالياً للعثور على آلاف المدنيين الألبان الذين فروا من هجمات القوات الصربية الاخيرة لتقديم المساعدات الانسانية لهم". وفي برشتينا صرحت متحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين ان بعثة من هذه الهيئة التابعة للامم المتحدة تمكنت للمرة الاولى منذ بدء الهجوم الصربي في كوسوفو، من الاتصال بمجموعة من المدنيين الذين فروا من المعارك. وقالت ماكي شينوهارا ان "احدى فرقنا عثرت قرب قرية كرنوفرانو غرب ماليشيفو على مجموعة تضم حوالي خمسين شخصا معظمهم من النساء والاطفال الذين امضوا اربعة ايام مشردين في الغابة". وأخليت قرى بأكملها من السكان بعد سلسلة من الهزائم العسكرية التي ألحقتها القوات الصربية منذ السبت بجيش تحرير كوسوفو الذي يقاتل من اجل استقلال الاقليم. وكانت ماليشيفو تشكل احد معاقل الالبان وسقطت الثلثاء في ايدي القوات اليوغوسلافية بعد انسحاب المقاتلين الالبان منها من دون مقاومة. وقالت شينوهارا ان "المدنيين الذين رأيناهم لا ماء لديهم ولديهم كمية قليلة من الغذاء وبينهم خمسة رضع على الاقل"، موضحة ان "وضعهم خطير جداً وهم ينامون تحت الاشجار ولم نر رجالاً مسلحين بينهم". واضافت "نعتقد ان هناك اعداداً كبيرة في الغابات وسنحاول ارسال قافلة من المساعدات اليهم في اسرع وقت ممكن".