أنقرة - رويترز، أ ف ب، ق ن ا - اعلن الرئيس سليمان ديميريل بعد محادثات مع الرئيس ياسر عرفات في انقرة امس، عزمه على القيام باتصالات مع الولاياتالمتحدة واسرائيل والدول الاوروبية لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال عرفات، من جانبه، أن تركيا تعهدت بالمساعدة في مقاومة محاولات اسرائيل لتهويد القدس. وقال الرئيس التركي في مؤتمر صحافي مشترك مع عرفات في ختام محادثاتهما في قصر جنكايا الرئاسي: "سنقوم باتصالات جديدة مع الولاياتالمتحدة واسرائيل واوروبا". وحمل اسرائىل مسؤولية الجمود في عملية السلام "بسبب السياسة الاسرائيلية التي نعارضها تماما في ما يتعلق بالقدسوالضفة الغربية". واضاف: "نقل السيد عرفات مخاوفه العميقة في شأن تهويد القدس ... ونحن نشاركه هذه المخاوف. وتأييدنا للشعب الفلسطيني مطلق وسيبقى كذلك". وقال عرفات، من جانبه: "نعتقد بأن تركيا ستواصل تأييدها لعملية السلام. ونحن الان أكثر حاجة لهذا التأييد". وحض انقرة على دعم قرارات لجنة القدس التي اجتمعت في الدار البيضاء، ودعا الى تعبئة العالم الاسلامي في مواجهة سياسة اسرائيل التوسعية، معتبرا "ان عملية السلام وصلت الى طريق مسدود نتيجة السياسات التي تنتهجها اسرائيل". وقال عرفات انه سيكون لتركيا دور في مؤتمر انقاذ السلام الذي طرح في اطار مبادرة السلام الفرنسية - المصرية، الا أنه حض انقرة ايضا على تأييد الخطة الاميركية للانسحاب من مزيد من الضفة الغربية. وقال مسؤولون قريبون من المحادثات ان عرفات حض تركيا على استغلال نفوذها لدى اسرائيل لوقف الاستيطان في القدس والضفة. كذلك افاد مصدر حكومي ان الرئيس الفلسطيني طلب ايضا من انقرة صرف مساعدة مقدارها 50 مليون دولار وعدت بها تركيا السلطة الفلسطينية عام 1996. يذكر ان تركيا هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تقيم علاقات جيدة مع اسرائيل منذ ان وقع الجانبان عام 1996 اتفاقين اساسيين في ميدان التعاون العسكري، على الرغم من احتجاجات عدد كبير من الدول العربية وايران. وكان ديميريل اعرب في حفلة استقبال اقامها على شرف عرفات في وقت سابق امس، عن اسفه لعدم تحقيق تقدم في مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، لكنه اكد ان تركيا ما تزال "تعلق آمالا كبيرة" على هذه العملية. واضاف: "نأسف لعدم تحقيق تقدم في عملية السلام، لكننا ما نزال نأمل"، مؤكدا ان تركيا "ستستمر في دعم القضية الفلسطينية". وكان مقرراً ان يلتقي عرفات رئيس الوزراء التركي مسعود يلماظ ونائب رئيس الحكومة بولنت اجاويد قبل ان يغادر انقره اليوم الى مصر حيث سيجري محادثات مع الرئيس حسني مبارك يطلعه خلالها على تفاصيل المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية التي جرت الاسبوعين الماضيين. من جهة اخرى، اجتمع رئيس الوزراء التركي مسعود يلماظ امس مع السفير الاسرائيلي في انقرة بار نير وبحث معه في ترتيبات الزيارة التي من المقرر ان يقوم بها يلماظ الى اسرائيل في السابع من ايلول سبتمبر المقبل بهدف تعزيز العلاقات بين الجانبين. وذكرت وكالة انباء "الاناضول" ان رئيس الوزراء التركي بحث ايضا مع السفير الاسرائيلي العلاقات الاقتصادية التركية - الاسرائيلية واتفقا على زيادة حجم التبادل التجاري من بليون دولار الى بليوني دولار خلال العام المقبل.