يفتتح وزير الاقتصاد المصري الدكتور يوسف بطرس غالي اليوم الدورة الثامنة للطاولة المستديرة لرجال الأعمال المصريين والبريطانيين التي ستعقد في مقر جمعية رجال الأعمال المصريين في ضاحية الجيزة. وقال رئيس الجمعية السيد سعيد الطويل إن الاجتماعات ستبحث في العلاقات الاقتصادية المشتركة، خصوصاً بعد نجاح برامج الإصلاح في مصر ما يتيح زيادة حجم المبادلات بين الجانبين. وأضاف أن وزير التجارة أحمد جويلي سيشارك في اليوم الثاني والأخير للطاولة وسيطرح سياسة مصر لمكافحة الإغراق ودور بريطانيا لمساعدة بلاده في هذا الأمر، مشيراً الى أن وفداً يمثل 22 شركة إنكليزية يزور مصر حالياً للتعرف على مجالات التعاون المشترك. وتأتي هذه الاجتماعات في إطار ما تشهده العلاقات المصرية - البريطانية حالياً من تطور في الناحية الاقتصادية، خصوصاً بعد زيارة رئيس الوزراء توني بلير القاهرة في 17 نيسان ابريل الماضي وإعلانه إقامة المجلس البريطاني المصري لرجال الأعمال. وحضر بلير في حينها توقيع اتفاق بين هيئة النفط المصرية وشركة الغاز البريطانية "بريتيش غاز" لتأسيس شركة تحت اسم "وادي النيل" لتنمية الغاز الطبيعي في جنوب البلاد. وكان من ثمار زيارة بلير لمصر زيارة وفد يضم 300 من كبار رجال الأعمال مصر في 3 حزيران يونيو الماضي. والتقى رجال الاعمال وزيري الاقتصاد والتجارة يوسف بطرس غالي وأحمد جويلي ورئيس هيئة الاستثمار ابراهيم فوزي واتفقوا على مشاريع عدة تنفذ مستقبلاً باستثمارات تقدر ببليون دولار. وزار رئيس "بريتيش غاز" ديفيد فارني القاهرة الخميس الماضي وأجرى محادثات مع رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري ووزير النفط حمدي البنبي في شأن مشاريع غاز، علماً أن استثمارات الشركة في مجال البحث عن النفط والغاز وانتاجه في مصر تقدر بنحو 386 مليون دولار وحققت أخيراً كشفين مهمين للغاز في البحر المتوسط. من جهته قال سفير بريطانيا لدى مصر ديفيد بلازويك إنه يولي أهمية لاقناع المزيد من رجال الأعمال زيارة مصر للاطلاع على التطور الايجابي للاقتصاد. وأعرب عن اعتقاده بأهمية المضي قدما في برامج التحرر الاقتصادي والاداري خصوصاً في القطاع المالي، وكذلك تلبية متطلبات منظمة التجارة الدولية بما في ذلك القوانين الخاصة بحماية حقوق الملكية الفكرية لتسهيل عمليات نقل التكنولوجيا. الى ذلك ذكر أحدث تقرير اقتصادي حول الاوضاع الاقتصادية في بريطانيا أن بريطانيا تأتي في المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة من حيث تدفق رؤوس الاموال والاستثمارات اليها، إذ بلغ عدد الشركات الدولية التي تستثمر في الداخل ثمانية آلاف شركة من بينها 4500 اميركية وأكثر من 1000 ألمانية و250 يابانية. واضاف التقرير أن بريطانيا تستحوذ الآن على أكبر نسبة للاستثمارات الاجنبية في الاتحاد الاوروبي بما في ذلك 40 في المئة من استثمارات الولاياتالمتحدة واليابان في اوروبا واكثر من 50 في المئة من استثمارات كوريا الجنوبية وتايوان في الاتحاد الاوروبي. واضاف التقرير أن بريطانيا تعد الآن ثاني أكبر مستثمر بعد الولاياتالمتحدة على المستوى الدولي وحققت عام 1996 فقط دخلا صافياً بلغ 7،9 بليون جنيه استرليني 15.8 بليون دولار من الاستثمارات المباشرة التي تزيد في اجماليها على استثمارات المؤسسات المالية الاجنبية داخل بريطانيا. وأوضح أن بريطانيا تحتل الآن المرتبة الخامسة لجهة تصدير المنتجات الالكترونية، إذ يبلغ حجم العائد من هذه الصناعة سنوياً ما يزيد على 22 بليون جنيه استرليني. وتأتي بريطانيا على قمة قائمة الدول الأوروبية من حيث صادرات الكمبيوتر وأجهزة التلفزيون والرقائق الالكترونية. وبلغ حجم الصادرات من المعدات الالكترونية التي يتمركز انتاجها في اسكتلندا وحدها 11 بليون جنيه استرليني عام 1996 فقط.