أكد سفير بريطانيا في القاهرة سير ديفيد بلاذرويك اهمية البعد الاقتصادي لزيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى مصر الجمعة المقبل وهي الاولى منذ وصول حزب العمال الى الحكم في بريطانيا في أيار مايو الماضي. وأكد بلاذرويك حرص بلير على لقاء اعضاء جمعية رجال الاعمال المصرية - البريطانية في اطار تعزيز دور الجمعية في دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين. وأعرب عن ارتياحه للاهتمام المتزايد من جانب رجال الاعمال البريطانيين بالدخول في مشاريع في مصر، مشيراً الى ان بلاده ثاني أكبر مستثمر غير عربي في مصر. ونوه السفير البريطاني بما تتمتع به مصر من مزايا استثمارية لا تتوافر في كثير من الدول بما في ذلك الموقع الجغرافي المثالي والمناخ المعتدل والسوق الكبيرة الحجم، اضافة الى فرص التصدير الى الدول المجاورة وتوافر القوى العاملة والمؤهلة لاستيعاب التدريب. وقال السفير البريطاني ان السفارة مهتمة باقناع المزيد من رجال الاعمال بزيارة مصر للاطلاع على التغير الايجابي الذي طرأ على المناخ الاستثماري والانفتاح الاقتصادي والتجاري. وأضاف ان بلاده ستعمل من اجل الاسراع في توقيع اتفاق الشراكة بين مصر والاتحاد الاوروبي والذي وصفه بأنه اتفاق مهم له ابعاده التي تتجاوز مجرد الابعاد التجارية. ودعا بلاذرويك مصر الى الافادة مما تتمتع به من مزايا لكي يمكنها مواجهة التحديات التي تفرضها مرحلة "العولمة" التي فرضت نفسها على الجميع، مشيراً الى ما تتمتع به من صناعات قادرة على المنافسة عالمياً، اضافة الى ثروة بشرية من رجال اعمال على مستوى رفيع. واعرب عن اعتقاده بأهمية المضي قدما في برامج التحرر الاقتصادي والاداري خصوصا في القطاع المالي، وكذلك تلبية متطلبات منظمة التجارة العالمية بما في ذلك القوانين الخاصة بحماية حقوق الملكية الفكرية لتسهيل عمليات نقل التكنولوجيا. الى ذلك، ذكر احدث تقرير اقتصادي حول الاوضاع الاقتصادية في بريطانيا انها تأتي في المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة لجهة تدفق رؤوس الاموال والاستثمارات اليها. اذ بلغ عدد الشركات الدولية التي تستثمر في الداخل ثمانية آلاف شركة من بينها 4500 اميركية واكثر من 1000 المانية و250 يابانية، فيما تستحوذ بريطانيا على 60 في المئة من حجم الاسهم الاجنبية المتداولة في بورصات العالم. وذكر التقرير الذي وزعته السفارة البريطانية في القاهرة امس ان هذه الشركات تتيح 19 في المئة من حجم الوظائف في بريطانيا و26 في المئة من حجم الناتج القومي و30 في المئة من الاستثمارات و40 في المئة من حجم الصادرات. واضاف التقرير ان بريطانيا تستحوذ الآن على اكبر نسبة للاستثمارات الاجنبية في الاتحاد الاوروبي بما في ذلك 40 في المئة من استثمارات الولاياتالمتحدة واليابان في اوروبا واكثر من 50 في المئة من استثمارات كوريا الجنوبية وتايوان في الاتحاد الاوروبي. واضاف ان بريطانيا تعد ثاني أكبر مستثمر بعد الولاياتالمتحدة على المستوى الدولي وكسبت عام 1996 دخلا صافيا بلغ 7.9 بليون جنيه استرليني من الاستثمارات المباشرة التي تزيد في اجماليها على استثمارات المؤسسات المالية الاجنبية داخل بريطانيا. واوضح ان بريطانيا تحتل المركز الخامس في ما يتعلق بتصدير المنتجات الالكترونية، اذ يبلغ حجم العائد من هذه الصناعة سنويا ما يزيد على 22 بليون جنيه استرليني، خصوصا ان بريطانيا تأتي على رأس الدول الاوروبية لجهة صادرات الكمبيوتر واجهزة التلفزيون والرقائق الالكترونية. وبلغ حجم الصادرات من المعدات الالكترونية التي يتركز انتاجها في اسكتلندا وحدها 11 بليون جنيه استرليني عام 1996.