يدشن وزيرا الاقتصاد المصري الدكتور يوسف بطرس غالي، والتجارة والصناعة البريطاني بيتر مندلسون في لندن غداً الاربعاء أكبر حملة بريطانية لتسويق مصر اقتصادياً وتجارياً وسياحياً تحت اسم "مصر مهبط مميز للتجارة والاقتصاد". وسيحضر الحدث رئيس "لجنة الشرق الأوسط للتجارة في بريطانيا" كوميت جون هيل ومندوب عن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وسفير مصر لدى بريطانيا السيد عادل الجزار ورئيس جمعية رجال الأعمال المصريين السيد سعيد الطويل وعدد من المعنيين بالعلاقات بين البلدين. وعلمت "الحياة" أن الحملة تستمر حتى سنة 2001، وتشمل تبادل زيارات ل 10 وفود للحكومة والقطاع الخاص في مجالات الاقتصاد والسياحة وشؤون البرلمان. وسيصل أول وفد بريطاني القاهرة في 28 تشرين الثاني نوفمبر الجاري ويضم 150 رئيس مجلس إدارة لشركات كبرى في قطاعات عدة، تتبعها زيارة لرجال أعمال مصريين إلى لندن في 7 كانون الأول ديسمبر المقبل ثم زيارة لرؤساء شركات بريطانية إلى القاهرة في منتصف شباط فبراير المقبل. وكان المسؤولون المصريون بحثوا في الحملة المذكورة لدى زيارة رئيس الوزراء البريطاني مصر في 18 نيسان ابريل الماضي، وتم وضع إطارها التمهيدي اثناء اجتماعات الدورة الثامنة للطاولة المستديرة لرجال الأعمال المصريين والبريطانيين في تموز يوليو الماضي. وأكد رئيس لجنة الشرق الأوسط للتجارة كوميت أن مصر إحدى أهم الأسواق التي تحتل أولوية في سياسة بريطانيا على مستوى العالم. وأشار إلى ضرورة بذل الجهود لتنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية من خلال محاور عدة. المجلس المصري - البريطاني إلى ذلك، تقرر عقد أول اجتماع لمجلس رجال الأعمال المصري - البريطاني، بكامل هيئته، برئاسة بلير في 9 كانون الأول المقبل. وسيبحث المجلس في تطوير العلاقات وزيادة الاستثمارات وتنمية التجارة بين البلدين. وسيعرض الجانب المصري الفرص المتاحة للاستثمار في مناطق خليج السويس وشرق بورسعيد وتوشكى والعوينات، كما ستطرح أفكار محددة في شأن التصدير من طريق انشاء مصانع لتصدير المنسوجات والغزل والنسيج والمواد الغذائية الى بريطانيا. وسيبحث الجانبان في إمكان استفادة مصر من بريطانيا في مجال الخدمات المالية، ومن خبرتها الكبيرة في مجال البورصات والمصارف والتأمين. وكان رئيس الوزراء المصري الدكتور كمال الجنزوري التقى اعضاء الجانب المصري في المجلس في 29 تشرين الأول اكتوبر الماضي برئاسة السيد محمد نصير لبلورة القضايا المقرر طرحها على الاجتماع المشترك. ويشير المراقبون إلى أن العلاقات المصرية - البريطانية تشهد تقدماً ملموساً مذ دعمت بريطانيا مصر في قضايا الإغراق التي رفعها عدد من دول الاتحاد الأوروبي. وما يؤكد هذا التقدم زيارة رئيس الوزراء البريطاني القاهرة في 17 نيسان ابريل الماضي، وإعلانه إقامة المجلس البريطاني - المصري لرجال الأعمال، وتوقيع اتفاق بين هيئة النفط المصرية و"بريتش غاز" البريطانية لإقامة شركة "وادي النيل" لتنمية الغاز الطبيعي في جنوب البلاد. كما زار وفد يضم 300 من كبار رجال الأعمال البريطانيين مصر في 3 حزيران يونيو الماضي والتقى وزيري الاقتصاد والتجارة يوسف بطرس غالي وأحمد جويلي ورئيس هيئة الاستثمار ابراهيم فوزي. وأعلن الوفد أن مشاريع عدة ستنفذ مستقبلاً باستثمارات تقدر ببليون دولار. كذلك زار رئيس شركة "بريتش غاز" ديفيد فارني القاهرة وأجرى محادثات مع الدكتور كمال الجنزوري ووزير النفط حمدي البنبي في شأن بعض مشاريع الغاز، علماً أن استثمارات الشركة في مجال البحث عن النفط والغاز وانتاجه في مصر تقدر ب 386 مليون دولار. وحققت أخيراً كشفين مهمين للغاز في البحر المتوسط. وتحتل بريطانيا المرتبة الأولى بالنسبة للاستثمارات في مصر بين دول الاتحاد الأوروبي، وهي ثاني دولة بعد الولاياتالمتحدة بالنسبة لحجم الاستثمارات وثالث دولة بعد المانيا وايطاليا بالنسبة لاستيعاب الصادرات. وارتفع حجم الصادرات المصرية إلى بريطانيا من 145 مليون جنيه استرليني عام 1991 إلى 281 مليوناً عام 1996، فيما ارتفع حجم الواردات البريطانية إلى مصر من 298 مليوناً عام 1991 الى 431 مليون جنيه استرليني في 1996.