أعلن الناطق الرئاسي السيد جبران كورية ان الرئيس حافظ الاسد استقبل أمس رئيس الاركان السابق العماد أول حكمت الشهابي "لمناسبة انتهاء خدمته القانونية في الجيش والقوات المسلحة" بعد بلوغه ال 67 سنة في بداية الشهر الجاري عندما خلفه العماد أول علي أصلان في رئاسة الاركان. وأضاف كورية ان الرئيس الاسد "أثنى على عمل الشهابي وخدماته في رئاسة الاركان حيث كان أهلاً للثقة التي منحه اياها الاسد". وكانت الصحف الرسمية نشرت اول من امس في صدر صفحاتها صوراً تجمع وزير الدفاع العماد أول مصطفى طلاس واصلان بالزي العسكري والشهابي في الزيّ المدني في الحفلة التي اقامها طلاس لهما. وقالت مصادر سورية رفيعة المستوى لپ"الحياة" ان هذين المؤشرين يعكسان ان احالة الشهابي الى التقاعد جاءت "بقوة القانون وليس لأي سبب آخر وانه سيتسلم منصباً رفيع المستوى". ورغم اقرار المسؤولين والديبلوماسيين بأن تحديد المنصب في يد القيادة العليا برئاسة الرئيس الاسد، فان التحليلات تطرح المناصب الاتية : اما رئيس مكتب الامن القومي الذي يرأسه حالياً الدكتور عبدالرؤوف الكسم رئيس الوزراء السابق، او رئيس الوزراء خلفاً للمهندس محمود الزعبي الذي يقوم بمهماته منذ العام 1987، خصوصاً وان البلاد مقبلة في الاشهر المقبلة على استحقاقي انتخابات الدور السابع لمجلس الشعب والاستفتاء على ولاية الرئيس الاسد وتجديد البيعة. ويدعم مؤيدو هذا الرأي كلامهم بالقول : "ان عملية السلام مجمدة وهناك ركود اقتصادي وفساد في بعض الدوائر، وكل هذا في حاجة الى رئيس حكومة حاسم وقوي مثل الشهابي"، لكن آخرين يشيرون الى ان وضعه الصحي الذي دفعه للسفر الى اميركا قبل شهر ربما يقف عائقاً امام ذلك، اضافة الى انه استمرمدة 24 سنة في منصب "قوي جداً". لكن مصادر مطلعة تعتقد ان تسلّم رئيس الاركان السابق منصباً جديداً "لن يكون سريعاً، اذ ان الاستحقاقات المقبلة ستحصل بعد بضعة أشهر"، لكن محللين يتحدثون عن احتمال "خلق منصب جديد مهم" له. ولايستقبل الرئيس السوري عادة أي مسؤول يُحال على التقاعد او يُعزل من منصبه بل ان معظمهم يعلم بالقرار من وسائل الاعلام. وكان آخر هؤلاء رئيس "ادارة المخابرات العامة" اللواء بشير النجار الذي انهى الاسد خدماته في الوقت نفسه الذي صدر قرار تقاعد الشهابي ولم يعلن ان الاسد استقبله. وفي هذا الاطار، لم تؤكد المصادر رفيعة المستوى او تنف الكلام من ان رئيس ادارة الهندسة اللواء محمود الشقّة تسلم منصب النجار وان مرسوماً رئاسياً صدر في هذا المجال او ان الاسد استقبل الشقّة قبل ايام. وقالت: "ليس هناك الى الان أي شئ رسمي واللواء الشقّة واحد من المرشحين" لترؤس ادارة المخابرات العامة خلفاً للنجار الذي تسلم المنصب في ايلول سبتمبر 1994. وقبل ان يرأس اللواء الشقة ادارة الهندسة كان ورئيس "الوحدات الخاصة" العماد علي حبيب اول الواصلين الى حفر الباطن في اطار المشاركة السورية في "عاصفة الصحراء" في حرب الخليج. و هو من مواليد جراجير في ريف دمشق وعمل في وقت سابق رئيساً لأمن قوات الجبهة في سعسع جنوبدمشق.