باريس، واشنطن، أبو ظبي - أ ف ب - يزور مسؤول فرنسي السودان قريباً للاطلاع على المساعدات العاجلة التي يحتاجها السكان في الجنوب حيث يعانون المجاعة. وفيما وصفت واشنطن برنامج "شريان الحياة" بأنه سيكون الأكبر من نوعه في التاريخ، قررت دولة الامارات العربية المتحدة إقامة جسر جوي مع السودان لنقل مساعدات عاجلة. وذكرت "وكالة أنباء الامارات" ان رئيس الدولة الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان أمر بتقديم 160 ألف طن من المواد الغذائية، كمعونة عاجلة للسودان. وقالت ان الامارات ستقدم أيضاً تجهيزات طبية لثلاث مستشفيات سودانية. في باريس، أعلنت الخارجية الفرنسية امس ان الوزير المنتدب للتعاون سيتوجه "قريباً" الى السودان "لتقويم الوضع". وأوضحت الناطقة باسم الخارجية آن غازو سوكريه ان الزيارة تتم بناء على طلب وزير الخارجية هوبير فيدرين "للاطلاع على حاجات السكان وطريقة توزيع المساعدات العاجلة عليهم". وأشارت الناطقة الى ان الوزير الفرنسي "سيبحث خصوصاً في سبل اقامة تنسيق جيد بين المساعدات الفرنسية ومساعدات المجموعة الدولية والمنظمات غير الحكومية". وفي هذا الاطار أوضحت سوكريه ان فيدرين اجرى اتصالاً هاتفياً مع المفوضة الأوروبية للمساعدات الانسانية ايما بونينو في شأن "الشروط التقنية لنقل المساعدات الى السودان"، معلنة ان فرنسا قررت تقديم مساعدات غذائية جديدة مقدارها 12 ألف طن من الحبوب سيقوم برنامج الغذاء العالمي بنقلها. وأوضحت ان حجم المساعدات الفرنسية الى السودان في 1998 بلغ حتى الآن 30 مليون فرنك فرنسي تشمل قيمة المساعدات الغذائية البالغة 12 ألف طن. وفي واشنطن، قالت مسؤولة اميركية كبيرة ان برنامجاً دوليا لتوصيل المعونات الغذائية الى منكوبي الحرب والجفاف والمجاعة في السودان سيكون أكبر برنامج من نوعه في التاريخ. واضافت سوزان رايس مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية، امام لجنة استماع في الكونغرس، ان البرنامج الذي يطلق علىه "عملية شريان حياة السودان" سيقدم 15 ألف طن من الاغذية في الشهر لمنكوبي المجاعة في جنوب السودان. ومضت قائلة "البرنامج الحالى لتوصيل الاغذية سيكون الاكبر من نوعه في التاريخ وسيتفوق على جسر برلين الجوي". وانقذ الجسر الجوي الى برلين في 1948 تلك المدينة الالمانية اثناء حصار سوفياتي استمر 11 شهراً كانت خلاله الطائرات احيانا ما تهبط او تقلع كل 90 دقيقة. ووجه برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة نداء عاجلاً الثلثاء الماضي الى مانحي المعونات لزيادة التمويل لعملية السودان التي تهدف الى انقاذ 6،2 مليون شخص يتهددهم خطر الموت جوعاً. وقالت رايس ان الولاياتالمتحدة قدمت معونات انسانية تزيد قيمتها على 700 مليون دولار للسودان منذ 1989، وانها تعهدت تقديم معونات تبلغ قيمتها اكثر من 78 مليون دولار هذه السنة. وتلقي الولاياتالمتحدة بمعظم اللوم في الازمة على الحكومة السودانية التي تقاتل المتمردين في جنوب البلاد على مدي السنوات الخمس عشرة الماضية. وزاد من حدة الازمة في الجنوب موجة جفاف بدأت منذ ثلاث سنوات. وقالت رايس ان "حكومة السودان ما زالت تواصل انتهاج استراتيجية حرب بغيضة في الجنوب هي السبب المباشر لمعظم المجاعة التي تقتل الكثير من الناس حالىاً". وقالت كاترين برتيني مديرة برنامج الغذاء العالمي امام اللجنة ان عشرات الألوف من الاشخاص توفوا وان الأسر التي تعاني نقص الغذاء تتوقف عن اطعام المسنين والمرضى وأطفالها الضعاف.