مقديشو، نيروبي، واشنطن - أ ف ب، رويترز - بدأ آلاف الصوماليين الفارين من الجفاف والمجاعة والحرب الانتقال إلى مساحات جديدة في أكبر مخيم للاجئين في العالم، في كينيا التي يتزايد قلقها من تحمل عبء الأزمة في القرن الافريقي، في حين أطلقت منظمات انسانية، نداءات جديدة للمجتمع الدولي للتحرك لانقاذ الملايين من ضحايا الجفاف في القرن الافريقي، بخاصة الاطفال الصوماليين الذين يحتاج أكثر من مليون منهم الى مساعدة عاجلة، بحسب صندوق رعاية الطفولة (يونيسف) التابع للامم المتحدة. وتعرضت كينيا بعد اعلان المجاعة في الصومال هذا الشهر، إلى ضغوط دولية لفتح المساحات الجديدة التي تحمل اسم «ايفو 2»، نظراً إلى وجود مساكن مبنية بالطوب واللبن ودورات مياه ونقاط توزيع للمياه ومنشآت صحية ومدارس غير مستغلة. وأشار نيابيرا الى ان اللاجئين سيبدأون الانتقال الى المساكن في «ايفو 2» خلال ايام». وكانت الحكومة الكينية دعت مرات الى انشاء مخيمات لاطعام الناس داخل الصومال بدلا من توسيع مخيم داداب. واعلن برنامج الغذاء العالمي (بام) انه أقام جسراً جوياً ثانياً الى العاصمة الصومالية مقديشو، ناقلاً 28 طناً من المساعدات منذ بدء العملية الاربعاء. كما هبطت طائرة تحمل 5 اطنان من البسكويت الغني بالطاقة في غيدو (جنوب). وتنوي ارسال 100 طن من المساعدات الغذائية بالطائرات الى الصومال لمساعدة 35 الف طفل. ولفتت الى انها تلقت 250 مليون دولار من مانحيها، لكنها في حاجة الى ضعف هذا المبلغ للتصدي لعواقب الجفاف في القرن الافريقي في السنوات الست المقبلة. والخميس جرت معارك عنيفة في العاصمة الصومالية بين القوات الحكومية مدعومة من قوة الاتحاد الافريقي، وبين مسلحي «حركة الشباب الاسلامية» ما أثار مخاوف من توقف العملية الجوية. وبعد مواجهات متقطعة صباح الجمعة احتدمت المعارك والقصف المدفعي المتبادل من جديد بعد ظهر الجمعة في مقديشو. وقدر صندوق رعاية الطفولة (يونيسف) عدد الاطفال الذين يحتاجون الى تدخل عاجل في جنوب الصومال بمليون و250 الفاً. وحذرت ممثلة «يونيسف» في الصومال روزان شرلتون، من أن الكثير من الاطفال «ماتوا بالفعل واذا لم نتحرك سريعاً فان عدداً كبيراً آخر في حال خطيرة سيلقى المصير ذاته». واعلنت المنظمة هذا الشهر انها ارسلت مساعدات الى 65 الف طفل في جنوب الصومال عبر شركاء على الارض. وأتاحت ثلاث رحلات الى مقديشو ورحلتان الى غالكايو (وسط) وواحدة الى بيداوه (وسط) وسفينتان الى العاصمة الصومالية، ايصال 653 طناً من المساعدات الغذائية الى هؤلاء الاطفال، اضافة الى 230 طناً أخرى من الاغذية العلاجية الى 16 الف طفل يعانون من سؤ تغذية حاد. وتقدر الاممالمتحدة عدد الاشخاص الذين نكبوا نتيجة الجفاف المدمر الذي تقول انه الاسوأ منذ 60 سنة، ب12 مليوناً. كما تضررت كينيا واثيوبيا وجيبوتي من حالة الجفاف هذه، فيما تؤكد اريتريا المجاورة انها لم تتاثر بها غير ان المجتمع الدولي يشعر بالقلق لعدم وجود أي معلومات عن الوضع في هذا البلد المحكم الاغلاق. وتواجه المنظمات القليلة التي بقيت في المكان ضغوطاً مزدوجة حيث تفرض عليها «حركة الشباب الاسلامي» شروط عمل شديدة الصرامة، كما تعاني من تجفيف مصادر تمويلها مع خشية الدول المانحة من ذهاب الاموال الى أيدي الشباب المجاهدين الذين تعتبرهم الولاياتالمتحدة بخاصة، ارهابيين. لكن في الوقت ذاته، فان مستوى الحاجات التي تسعى المنظمات الانسانية الى توفيرها تشهد ارتفاعاً مستمراً بسبب النزاع المزمن والجفاف الخطير، كما أوضح التقرير. واذا كانت الملاحظات الاولية تشير الى «انخفاض» في مستوى تدفق اللاجئين في الايام الاخيرة، فان المخيمات الشديدة الاكتظاظ تواجه صعوبة في استيعاب اللاجئين الذين توافدوا عليها بكثافة شديدة في الاشهر الاخيرة وتزويدهم بالرعاية اللازمة بعد اسابيع من السير أحياناً في ظروف مأساوية. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما عّبر في اختتام لقاء مع قادة اربع دول افريقية أول من أمس في البيت الابيض، عن أمله ب «رد دولي» على المجاعة التي تتسع في القرن الافريقي. وقال في حضور نظرائه البنيني بوني ياغي، والغيني الفا كوندي، والنيجري محمدو ايسوفو، والعاجي الحسن وتارا: «المجاعة في هذه المنطقة تتطلب تحركاً واسعاً». وعبر عن أسفه لان الوضع لم يلق الاهتمام المطلوب.