جنيف، واشنطن - أ ف ب، رويترز - دقّت منظمات إغاثة دولية ناقوس الخطر، محذّرة من ان نحو 2.6 مليون شخص مهددون بالموت جوعاً في السودان. واعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة في جنيف انه طلب امس من المجتمع الدولي العمل على وقف المعارك في جنوب السودان الذي يعاني المجاعة. وقالت المديرة التنفيذية ل "البرنامج" كاثرين برتيني ان المعارك تمنع تقديم المساعدات لآلاف الاشخاص في حاجة ملحة الى المواد الغذائية، مشددة على ان "ملايين من الاشخاص واقعون بين نارين. وعلى المجتمع الدولي بذل قصارى جهده لوقف المعارك بين القوات الحكومية و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" والا فان مهمة المساعدات ستظل صعبة وسيعاني العديد من الافراد سوء التغذية في جنوب السودان … الشيء الواضح هو ان عدد الاشخاص الجائعين سيزيد". واوضحت برتيني ان "برنامج الغذاء" يحاول مساعدة 4.2 مليون شخص نصفهم في مناطق جنوبية تسيطر عليها "الحركة الشعبية لتحرير السودان" والنصف الآخر في مناطق تخضع لسيطرة الحكومة في الجنوب ايضاً، كما يساعد 200 الف آخرين في الشمال. واكدت ان "البرنامج" في حاجة الى نحو مئة الف طن من المواد الغذائية بقيمة 137.6 مليون دولار حتى نيسان ابريل 1999، لكنه لم يتلق حتى اليوم سوى 78.6 مليون دولار من الدول المانحة. الاطفال الى ذلك قال صندوق الاممالمتحدة لرعاية الطفولة يونيسيف ان دراسة خاصة بالتغذية اجريت اخيراً وشملت نحو اربعة آلاف طفل دون الخامسة في ولاية بحر الغزال في جنوب السودان اوضحت ان 50 في المئة منهم يعانون سوء التغذية. وقال باتريك مكورميك الناطق باسم "يونيسيف" التي تتولى تغذية 15 ألف طفل في بحر الغزال، ان الصندوق يريد الوصول الى 66 ألف طفل اجمالاً يعانون سوء التغذية في المناطق الواقعة تحت سيطرة "الجيش الشعبي" في جنوب السودان. واضاف في مؤتمر صحافي: "نعتزم فتح 18 مركزاً اضافياً للتغذية خلال الاسبوعين او الاسابيع الثلاثة المقبلة اذا سمحت الاوضاع الامنية". وفي واشنطن حذر مسؤولون في منظمة اميركية غير حكومية اول من امس ان نحو 6،2 مليون سوداني مهددون بالموت جوعاً في الاشهر المقبلة، منهم 2،1 مليون في الجنوب. واكد مدير اللجنة الاميركية للاجئين روجر وينتر في مؤتمر نظم في واشنطن ان المجاعة كانت تطول 350 الف شخص قبل شهرين الا انها باتت تهدد الآن 6،2 مليون شخص. واضاف ان "الوضع اليوم في السودان أسوأ مما كان يمكننا ان نتصوره". واعتبر جيف درومترا المحلل في اللجنة الاميركية للاجئين ان برنامج الغذاء العالمي "يحتاج الى 38 الف طن من المواد الغذائية في الاشهر الاربعة المقبلة" للتصدي للمجاعة. فرصة اخيرة واوضح ان كلاً من المراكز الثلاثة عشرة للمساعدة الغذائية التابعة للبرنامج في السودان يحتاج الى 700 طن من المواد الغذائية شهرياً. وقال ان "آلاف السودانيين في الجنوب خائرو القوى او مرضى لا يمكن انقاذهم عبر توزيع طبيعي للمواد الغذائية .... وهذه المراكز هي فرصتنا الاخيرة لانقاذ حياة اشخاص وصلوا الى المرحلة الاخيرة من المجاعة". ووجه المسؤولون عن اللجنة الاميركية للاجئين نداء الى المجموعة الدولية لتتمكن من فتح عشرين مركزاً جديداً للمساعدة الغذائية على الاقل. وذكر درومترا "على رغم كل الجهود التي نبذلها فإن المجاعة ستستمر حتى ايلول سبتمبر 1999" الذي يعتبر "تاريخاً اساسياً" لأن السودانيين يمكنهم في ذلك الوقت جمع المحاصيل.