هناك خمسة آلاف ضحية سنوياً لحوادث السير في السعودية و25 ألف مصاب، والفا معوق. وخلال الپ25 سنة الأخيرة وقع مليون حادث سير قتلت اكثر من 66 ألفاً. وتركت قرابة نصف مليون مصاب. وتقول الاحصاءات ان 13.7 في المئة من الوفيات في السعودية في عام 1995 نجمت عن حوادث السير، كما بلغ عدد السيارات المسجلة في العام نفسه 6.1 ملايين. وإذا كانت السرعة وعدم الوعي بقوانين السير السببين الرئيسين لكثرة الحوادث، فإن هناك حوادث لا ينفع في تلافيها وعي السائق. اذ كيف تعي الجمال السائبة الفرق بين المشي في مراعيها والمشي على طريق الزفت الأسود؟! واصطدام سيارة مسرعة في الليل الحالك، فجأة ببعير يتهادى وسط الطريق، معناه سقوط جثة البعير في أحضان الركاب مهشمة مقصورتهم بزجاجها وحديدها على عظامهم. في حين ان انحرافها لتفادي صدم البعير، يعني اتجاهها نحو شاحنة مقابلة، أو انقلابه. ومنذ أيام قتل بعير أربعة أشخاص وجرح خامساً في طريقة شرورة - نجرانجنوب السعودية، بينما قتل بعير آخر في طريق بيشة - رنية، 14 شخصاً من عائلة واحدة وجرح ثمانية آخرين. ومع ان الطرق السريعة في مناطق المملكة يحميها سياج على جانبيها إلا ان الطرق القديمة لا يزال المسافرون عبرها ضحايا محتملين للجمال. يتذكر احد السائقين: "فاجأني في الطريق، كأنه سقط من الظلام متجهاً نحوي، كان قريباً جداً، ورقبته الطويلة تارة الى اليمين وتارة الى الشمال، فلم اشعر الا وهو بجانبي يشاركني المقصورة التي لولا تكسر مقاعدها ورجوعها الى الخلف لما نجوت".