طهران - رويترز، أ ف ب - انتقدت صحيفتان ايرانيتان أمس، إحداهما متشددة والثانية معتدلة، الحكم على رئيس بلدية العاصمة غلام حسين كرباستشي، الذي عمد انصاره الى فتح حساب مصرفي لجمع التبرعات لدفع الغرامة التي قضى الحكم عليه بأن يدفعها، فيما صدرت أمس، باسم جديد، صحيفة "جامع" المعتدلة المؤيدة للرئيس سيد محمد خاتمي، بعدما منعها القضاء من الصدور. ووصفت صحيفة "همشهري"، الناطقة باسم بلدية طهران، الحكم على كرباستشي بالسجن 5 سنوات، بأنه "اعلان سياسي واعلامي"، في حين أعربت صحيفة "الجمهورية الاسلامية" المتشددة في افتتاحيتها، في موقف غير متوقع، عن املها بصدور عفو عن رئيس بلدية طهران الذي أثارت محاكمته توتراً بين المحافظين والمعتدلين. واعتبرت "الجمهورية الاسلامية" انه "لو أخذت في الاعتبار، لدى اصدار هذا الحكم، وحدة الفصائل السياسية لكان جاء اقل صرامة ليحقق نتائج ايجابية للنظام وللمجتمع". لكنها أضافت: "هناك امل بأن تخفف محكمة الاستئناف الحكم. كما ان هناك سبلاً اخرى لتخفيفه، او حتى اصدار عفو عن بعض الاحكام. وربما كان من الأنسب اختيار أحد هذه السبل". وانتقدت الصحيفة كذلك جماعة "انصار حزب الله" المتطرفة التي طالبت أول من امس بإعدام رئيس البلدية. واعتبرت ان "هذه الخطوة تتعارض بشكل خاص مع القانون، ويجب شجبها". ووصفت صحيفة "همشهري" من جانبها الحكم بأنه "اعلان سياسي واعلامي". ونشرت في مقال افتتاحي: "يشبه الحكم كما قرأه الخميس الماضي القاضي في المحكمة اعلاناً سياسياً واعلامياً اكثر مما يشبه حكماً قضائياً". وقالت الصحيفة التي يديرها كرباستشي "ان الحكم وأبعاده غير المنتظرة يشكلون نقطة سوداء للجمهورية الاسلامية". من ناحية اخرى ذكرت صحيفة "ايران" الحكومية انه تم فتح حساب مصرفي في احد المصارف الايرانية "لجمع المساعدات من الاهالي" من اجل دفع الغرامة المرتفعة حوالى ستة ملايين دولار التي حددها الحكم على كرباستشي. وكتبت "همشهري" ان مئات من سكان طهران قالوا انهم مستعدون لمساعدة كرباستشي الذي حرم ايضاً من اي وظيفة رسمية ل 20 سنة على دفع الغرامة. ويحق لكرباستشي أن يستأنف الحكم خلال عشرين يوماً يبقى خلالها طليقاً في انتظار النتيجة النهائية. الى ذلك، صدرت أمس صحيفة "جامع" المعتدلة، التي اكدت محكمة الاستئناف الايرانية الخميس الماضي اغلاقها لنشرها "معلومات مختلقة واخلالها بالامن العام"، تحت اسم جديد. وتستخدم الصحيفة الجديدة التي تحمل اسم "توس"، تيمناً بمدينة قرب مشهد، كبرى مدن محافظة خراسان، الهيئة التحريرية والاخراج ذاته لصحيفة "جامع". واكد رئيس التحرير ما شاء لله شمس الفائضين، في اعلان نشر في الصفحة الاولى، ان الصحيفة الجديدة "تتعهد بالسير في طريق تحقيق مجتمع مدني" في ايران، وهو ابرز شعار سياسي لخاتمي. وكانت السلطات الايرانية أمرت بسحب ترخيص ال "جامع" في العاشر من حزيران يونيو الماضي، الا انها استمرت في الصدور بانتظار حكم الاستئناف. وكانت "جامع" بدأت بالصدور في شباط فبراير الماضي وباتت مع الزمن رمزاً حقيقياً للانفتاح الصحافي الذي يدعو اليه خاتمي. ويتهم القضاء الصحيفة بأنها نشرت مقالات "تشهيرية وملفقة". كما اتهمها بنشر صورة ظهر فيها رسم الرئيس السابق ابو الحسن بني صدر اللاجىء الى فرنسا. وكانت صحيفة "توس"، التي حل اسمها محل اسم "جامع"، حجبت عن الصدور موقتاً في تشرين الاول اكتوبر 1995 ل "انتهاكها" قانون الصحافة ولاتهامها مرات عدة ب "التشهير". وكانت "توس"، وهي مقربة من الراديكاليين، تصدر حتى الآن في مشهد، ثاني كبرى المدن الايرانية. ومن المرتقب ان تصدر الاسبوع المقبل صحيفة معتدلة اخرى باسم "زان" امرأة تشرف عليها فايزة هاشمي، ابنة الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني النائبة المسؤولة عن الرياضة النسائية في ايران. ونقلت "وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية" عن السيدة هاشمي قولها ان "هدف الصحيفة تحسين وضع المرأة في ايران وترقيته". ومنذ انتخابها نائبة في مجلس الشورى في آذار مارس 1996، تدعم فايزة هاشمي بنشاط خاتمي في وجه المحافظين في النظام.