حذر مسؤولون سودانيون من ان تحركات وعمليات تنسيق تجري حالياً بين القوات الاوغندية ومقاتلي "الجيش الشعبي لتحرير السودان" تحضيراً لهجوم جديد في جنوب السودان يستهدف مدينة جوبا كبرى مدن الجنوب ومواقع المعارضة الاوغندية في منطقة الحدود بين البلدين. وأوضحت المصادر السودانية ان وزير الدفاع الاوغندي يشرف على العملية التي وصفتها بأنها "كبيرة الحجم". واضافت ان قوات "الجيش الشعبي" الذي يقوده العقيد جون قرنق وقوات اوغندية تحشد حالياً في منطقة الحدود وفي مدن فارجوك وفلوتاكا ونيكمولي السودانية الحدودية، وفي مدينة ياي التي تبعد حوالي مئة ميل عن جوبا. وزارت ان قرنق تقدم اخيراً بطلبات الى حكومات غربية طالباً امداده بمعدات عسكرية متطورة، خصوصاً مضادات الطائرات حتى تتسنى له السيطرة على المجال الجوي في الاقليم الاستوائي، وقالت ان الحكومة الاوغندية تهدف من الهجوم الى "اثبات ادعائها ان الحكومة السودانية تؤوي المعارضة الاوغندية، وان جوبا تمثل مركزاً رئيسياً لامداد قوات المعارضة الاوغندية". من جهة اخرى قال وزير الدولة السوداني في وزارة التخطيط الاجتماعي اللواء عثمان حسن ضحوي ان مدينة واو عاصمة اقليم بحر الغزال تستقبل يومياً نازحين تراوح اعدادهم بين الف وألفي شخص. وأوضح ان هؤلاء من المتضررين من المجاعة يفدون من مناطق الاقليم الذي يشكل ثلث جنوب السودان وتقطنه قبيلة الدينكار اكبر القبائل الافريقية في السودان. وأوضح ان اكثر من 62 الفاً وصلوا الى المنطقة في شهر واحد. ونقلت وكالة السودان للأنباء سونا عن ضحوي ان نحو 50 شخصاً يموتون جوعاً. وكانت واو شهدت معارك حاول خلالها قائد جنوبي انشق على الحكومة الاستيلاء على مدن مهمة في الاقليم. وقال ضحوي الذي زار واو الثلثاء برفقة المديرة التنفيذية لصندوق الاممالمتحدة لرعاية الطفولة يونيسيف كارول بيلامي ان الصندوق زاد مراكز الاغاثة التي اقامها في اكثر المناطق تضرراً في بحر الغزال وولاية اعالي النيل الغربية من 24 الى 40 مركزاً. وجدد الوزير السوداني دعوته الحكومة الاميركية الى رفع المقاطعة الاقتصادية التي تفرضها على بلاده لضمان وصول قطع غيار للقاطرات التي تنقل الاغاثة الى المناطق المتأثرة بالمجاعة ضمن عملية "شريان الحياة" التابعة للأمم المتحدة. وقال ان السكك الحديد في السودان كانت تتعامل مع شركتي "جنرال موتورز" و"جنرال اليكتريك" الاميركيتين لاستيراد القاطرات، الا ان الحظر الاميركي على السودان ادى الى توقف القاطرات تاليا اللجوء الى الطائرات ذات الكلفة الباهظة لنقل كميات اقل من المؤن.