رفضت السلطة الفلسطينية اقتراحاً إسرائيلياً بإدخال تعديلات على المبادرة الأميركية الخاصة بالمرحلة الثانية من إعادة الانتشار في الضفة الغربية، مؤكدة أنه يهدف إلى تكريس السيطرة الإسرائيلية على جزء من الأراضي الفلسطينية. وكرر الرئيس ياسر عرفات لدى عودته إلى غزة من القاهرة حيث اجتمع أمس مع الرئيس حسني مبارك نفيه حدوث أي تقدم في اللقاءين مع الجانب الإسرائيلي مساء أول من أمس والأحد الماضي. وقالت مصادر مصرية أن عرفات أبلغ مبارك تشاؤمه بالمواقف الإسرائيلية. وأعلن نبيل أبو ردينة المستشار الإعلامي للرئيس الفلسطيني أن الساعات ال 24 المقبلة قد تشهد انتهاء اللقاءات المباشرة مع الإسرائيليين. راجع ص3 وقال منسق دائرة المفاوضات في السلطة الفلسطينية حسن عصفور ل "الحياة": "نرفض الاقتراح الذي قدمه الجانب الإسرائيلي في اللقاء الذي عقد مساء الاثنين". وأوضح ان الإسرائيليين "اقترحوا تحويل 3 في المئة من مساحة ال 13 في المئة التي تتضمنها المبادرة الأميركية بخصوص حجم الانسحاب إلى محميات طبيعية يحظر على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني البناء فيها". وتابع: "نحن الذين نحدد أي جزء من أراضينا يدخل ضمن المحميات الطبيعية أو سواها وليس الإسرائيليين". وأكد أن "الجانب الفلسطيني متمسك حرفياً بما ورد في المبادرة الأميركية". وعرض الإسرائيليون، بواسطة سكرتير الحكومة داني نافيه، اقتراحهم على الفلسطينيين في لقاء عقد ليل الاثنين في إحدى ضواحي القدس الغربية بعيداً عن وسائل الاعلام، ضمن ما سموه "حلاً وسطاً" وبث التلفزيون الإسرائيلي تفاصيله. وإضافة إلى نافيه ضم الوفد الإسرائيلي اسحق مولخو أحد مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية، فيما ضم الوفد الفلسطيني كبير المفاوضين صائب عريقات ومسؤول الأمن الوقائي في قطاع غزة محمود دحلان. وأفادت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي ان نافيه طرح أيضاً عقد المجلس المركزي الفلسطيني بدل المجلس الوطني الفلسطيني لاعلان تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني. والمجلس المركزي الفلسطيني نحو 100 عضو هيئة وسيطة بين المجلس الوطني أكثر من 600 عضو واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وهو يملك صلاحيات اتخاذ قرارات سياسية في الفترة بين انعقاد دورات المجلس الوطني. وكان عريقات الذي رأس الجانب الفلسطيني خلال لقاء الاثنين، أشار قبيل مغادرته إلى القاهرة برفقة عرفات إلى أن "الأفكار الإسرائيلية، مهما كانت، مرفوضة فلسطينياً إذا هدفت لإدخال أي تعديل على المبادرة الأميركية التي هي نتاج تفاوض وتنازلات، ولن نرضى بتصنيفات اضافية للأراضي الفلسطينية"، في إشارة إلى الاقتراح الإسرائيلي تصنيف مساحة 3 في المئة كمنطقة د لتمييزها عن المناطق أ التي تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة والمناطق ب التي تخضع لسيطرة إدارية فلسطينية وأمنية إسرائيلية والمناطق ج التي تخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة. وذكر عريقات أن التعديلات المطلوبة في الميثاق "ادخلت في السابق وفقاً للرسالة التي بعثت بها السلطة الفلسطينية للرئيس بيل كلينتون، وهذا ما ورد في المبادرة الأميركية نفسها". ورفض الإسرائيليون الموقف الفلسطيني في هذا الخصوص، مؤكدين أنه "غير رسمي". وقال ديفيد بار ايلان، مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن "كل الأمور قابل للتفاوض والرفض الفلسطيني غير رسمي واعتقد بامكان التوصل إلى حلول وسط". وأشارت الاذاعة الإسرائيلية إلى أن وزير الدفاع اسحق موردخاي اتصل هاتفياً بالرئيس مبارك وطلب منه "استخدام نفوذه لاقناع الفلسطينيين بالتوصل إلى حل". في غضون ذلك، جددت أحزاب اليمين المشاركة في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي أمس التهديد بالانسحاب من الحكومة واسقاطها إذا وافق نتانياهو على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية.