اعلنت واشنطن امس انها اقترحت بعض الافكار لمنح كوسوفو المزيد من الحكم الذاتي فيما بدأ السفير الاميركي في مقدونيا كريستوفر هيل الذي عهدت اليه مجموعة الاتصال الدولية ملف كوسوفو جولة مكوكية جديدة بين بلغراد وبريشتينا في محاولة لاحتواء العنف المتصاعد في الاقليم. واعلنت واشنطن انها اقترحت بعض الافكار لمنح ألبان كوسوفو مزيداً من الحكم الذاتي. جاء ذلك في ش شوقت تراجع القتال امس الثلثاء في بلدة اوراخوفاتس، بعدما تمكنت القوات الصربية من اخراج غالبية مقاتلي جيش تحرير كوسوفو منها واعادة السيطرة الصربية عليها. لكن نيران القنّاصة تواصلت في ضواحي اوراخوفاتس، ما ادى الى عدم تمكن المراقبين الديبلوماسيين من الوصول اليها. واكتفي بجمع المعلومات حول الوضع في البلدة من مصادر في بريشتينا. ووصلت تعزيزات عسكرية صربية كبيرة الى الاقليم بسبب البيانات التي وزعها جيش تحرير كوسوفو وذكر فيها ان مقاتليه "يستعدون لشن هجمات على بريشتينا ومدن رئيسية اخرى في الاقليم". ونقلت صحيفة "بليتس" المستقلة الصادرة امس في بلغراد عن الناطقة باسم منظمة الامن والتعاون الاوروبية في تيرانا مونيكا كيموف ان بعثة المنظمة التي زارت شمال البانيا "تأكدت ان الجيش اليوغوسلافي انتهك الحدود الألبانية عند بلدة تروبايا من خلال القصف المدفعي". واشارت الى وجود مؤشرات الى قيام الجيش اليوغوسلافي "بزرع ألغام على طول حدود كوسوفو مع ألبانيا". واكدت ان لدى المنظمة معلومات عن قتل ما بين 50 و90 شخصاً في المعارك التي وقعت في المنطقة الحدودية. واوضحت انه "لا توجد في الاراضي الألبانية اي معسكرات لتدريب الارهابيين". من جهة اخرى انهى وفد منظمة الامن والتعاون الاوروبية جولة استمرت خمسة ايام في يوغوسلافيا شملت بلغراد وكوسوفو والجبل الاسود استهدفت تقديم تقرير الى الاجتماع الدوري للمنظمة الذي يعقد غداً الخميس حول "مجالات عودة يوغوسلافيا الى عضوية المنظمة مقابل قبول بلغراد بمهمة رئيس الوزراء الاسباني السابق فيليبي غونزاليس للوساطة في قضية كوسوفو، اضافة الى فتح مقرات مراقبة دائمة للمنظمة في مناطق التوتر في يوغوسلافيا". وأفاد رئيس الوفد هانز ييرغ ايف، وهو الماني، في تصريح الى صحيفة "كوخا ديتورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا الى "ضرورة وجود وساطة دولية لحل ازمة كوسوفو بسبب التناقضات الشديدة بين المواقف الصربية والألبانية". واشار الى تفهم الوفد لاسباب لجوء قسم من سكان كوسوفو الى حمل السلاح، لكنه وصف ذلك بأنه "ليس امراً جيداً بسبب تأثيره السلبي في تحقيق الهدنة والعفو العام المطلوب للشروع في الحل السلمي". من جهة اخرى اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الولاياتالمتحدة اقترحت بعض "الافكار" لمنح كوسوفو المزيد من الحكم الذاتي في محاولة للحد من النزاع في البلقان. واعلن الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن الاثنين: "اننا نعمل جاهدين على بعض الافكار التي قدمناها في محاولة لاقامة حكم ذاتي موسع لشعب كوسوفو بهدف ضبط هذا النزاع ومنعه من الامتداد الى الدول المجاورة". لكن روبن استبعد اي دعم اميركي لفكرة اقامة البانيا الكبرى التي تلحق الاراضي الصربية التي يقطنها البان، بالبانيا الحالية. وقال: "في ما يتعلق بمسألة البانيا الكبرى وبأنصارها واعدائها، دعوني أبدأ بالقول اننا ضد، وبأن ذلك سيشكل تطوراً خطيراً قد يؤثر في استقرار المنطقة". واضاف: "انها مشكلة صعبة نحاول معالجتها من خلال ايجاد حل وسط بين مطالب البانيي كوسوفو بالاستقلال وبين قرار صربيا إلغاء حكمهم الذاتي".