أكد حلف شمال الاطلسي على ضرورة التوصل الى تسوية سلمية لأقليم كوسوفو تضع حداً لعودة القتال بين الصرب والألبان. والتقى ممثل عن منظمة الأمن والتعاون الأوروبية للمرة الأولى مع قياديين من جيش تحرير كوسوفو وحضهم على الالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل اليها لتحقيق الاستقرار في الاقليم، تمهيداً لدخول "الجيش" المفاوضات اسوة بباقي الأطراف. وجاء ذلك في وقت سلم السفير الاميركي في مقدونيا كريستوفر هيل الذي يتولى الوساطة الدولية في كوسوفو مسودة مشروع لاحلال السلام في الاقليم الى رئيس جمهورية صربيا ميلان ميلوتينوفيتش. ووفق معلومات نشرتها صحيفة "بليتس" المستقلة الصادرة في بلغراد أمس السبت فإن المشروع يستند الى "منح الإقليم حكماً ذاتياً يفسح المجال لحل عادل ودائم". وتؤكد الخطة على الاسراع بتشكيل حكومة موقتة من الصرب والألبان "لتسيير امور الاقليم بصورة مشتركة واعادة الثقة بين سكانه من الاعراق المختلفة". وحذر قائد قوات الحلف الاطلسي في أوروبا الجنرال ويسلي كلارك من تدهور الأوضاع في اقليم كوسوفو من جديد. ووصف في تصريح نقله تلفزيون بلغراد امس تهديدات الحلف باستخدام القوة بأنها "عملت على وقف تفاقم الأزمة لكنها لم تسفر عن إنهاء للمشكلة". وأشار الى ان المخاطر الراهنة تظهر ان كلاً من القوات الصربية وجيش تحرير كوسوفو "يقومان باستعدادات حربية يمكن ان تؤدي الى جولة جديدة من المواجهات العنيفة". من جهة اخرى اجتمع ممثل منظمة الأمن والتعاون الأوروبية لدى يوغوسلافيا السفير النمسوي وولف غانغ بيتريتش مع قادة بجيش تحرير كوسوفو ووصفت المحادثات بأنها "الأولى من نوعها بين المنظمة الأوروبية والمقاتلين الألبان".وذكرت صحيفة "كوخا ديتورا" الالبانية الصادرة في بريشتينا امس ان بيتريتش اكد على ضرورة استجابة الجماعات الألبانية المسلحة لعملية التسوية السلمية "التي تقوم على اساس الحكم الذاتي". ودعا الممثل الأوروبي القادة الذين تحدث معهم الى إصدار الأوامر لجميع المقاتلين التابعين لهم بوقف النار الشامل والتعاون في مجال توفير الاستقرار تمهيداً لاعتبار جيش تحرير كوسوفو ضمن القوى الألبانية التي لها الحق بأن تكون طرفاً رئيسياً في اقرار الحل النهائي لمشكلة الاقليم"