الى احمد الصياد 1 - الأطيان قالَ لي يمنيُّ" إتّكىء على حافةِ بئرٍ وامشِ معه. ما أنتَ إلاّ حفرةٌ ذراعاها الفضاءُ، تجتاز السنوات في جَسدٍ والقرونَ، في صَدفة. إمضِ عالياً لتصفعَ خَدَّ الوقت كُنّ في السجايا لا في مرايا التراب لا تُجرِّبْ المعنى وأقتفِ مثل جمل أثر الصحراء في كلماتك. الحكمةُ رغوةُ صابون لأيد ملوّثة تعبثُ بدمِ الأطيان. 2 - الأرز الجملُ الذي عرفني في غابة الأرز لهُ جسدُ إرزةٍ وروحُ غاف 1 بقامته النبيلة واحتماله العالي يرفعُ رقبةً معقوفة مثل خنجر يماني ويرمقني. تطفو فوق مشفريه رغوة حمراء والصحراء ضريح إلهة عربية مدفونة تحت خفيّة. الثلج يغطي شواهد الموتى وهامات الاحياء ولا أطلال إلاّ في الوجوه. حَطبٌ من براري اليقين يحترق ليضيء ليل الصقيع في غابة الأرز. 3 - قيروان رأيتُ الأذرعَ الرومانية المبتورة ترفعُ أكتاف السقوف والمنائر الكوفيّة رأيت غابة من الأرز تتدفأ في محراب رأيت الزلّيج العبّاسي يتفتتُ في دعاء رأيتُ سماءً مؤمنةً تركعُ في بئر رأيتُ إبهام الشمس يرسم العقرب الأول في ساعة الزمن الأندلسي ورأيت القبر الهلالي يتّشحُ بالأبيض كما تفعلُ أمي في الصلاة. كان الزمن المغاربي يتوضّأ على صوت مئذنة الجامع الأموي وسط عاصفة رملية تهب من جهة البحر بينما يُمسك عقبةُ بن نافع بيد ابنته الوحيدة: قيروان في الثاني عشر من ذي القعدة عام 1414 ه 1- شجر ينمو على أطراف الصحراء