ليس من الصعوبة أن نعثر في مكتبات ضواحي العاصمة البريطانية على روايات عربية مترجمة الى الانكليزية، بيد أن قلة من البريطانيين تثير فضولهم هذه الروايات، على عكس الاهتمام الذي تحظى به الأعمال المترجمة عن أدب أميركا اللاتينية أو الأعمال الهندية أو اليابانية أو غيرها من روايات المناطق البعيدة. وما زالت حركة الترجمة عن العربية ناشطة نوعاً ما، مع كل ما يتحكم فيها من علاقات شخصية وحاجات السوق المفاجئة، كأن يجري التركيز على روايات النساء أو السيرة الذاتية أو الجنس المثلي أو غيرها من اتجاهات تلقي بظلالها على حركة الاهتمام بترجمات أعمال البلدان الأخرى، فهذه تقوم بمهمة تلوين المشهد أو تنويع زوايا النظر كما تشرح متابعات الصحافة بين حين وآخر. ومن النادر أن تمر الترجمات عن العربية عبر مصفاة النقد الغربي، بل يجري التعريف بها عبر بعض الأقلام من أصول عربية، ثم تنتهي على الرف بضاعة كاسدة. قلة من المعربين من جمع الى ترجمة الرواية العربية مهمة تقديمها الى القارئ المختص في الأقل، تعريفاً وتشريحاً لصورها ومعانيها وأصول سردها ومنطوقها الاجتماعي. ولعل أبرزهم روجر ألن البروفيسور في جامعة بنسلفانيا الأميركية، الذي صدر كتابه الأول عن الرواية العربية في العام 1982، ثم أصدر في العام 1995 الطبعة الموسعة التي تولى نشرها بالعربية المشروع القومي للترجمة في المجلس الأعلى للثقافة في مصر العام 1997 وكانت من تعريب حصة ابراهيم المنيف، ويخلو الكتاب من التعريف باهتماماتها وعملها. الترجمة العربية للكتاب الأول صدرت في بيروت العام 1996 حسب المقدمة وليس لنا علم بمترجمها. دعا روجر ألن في الطبعة الأولى الروائيين العرب الى مزيد من التجريب في منحاهم الفني لكي يجدوا متنفساً مثمراً لنتاجهم الروائي. وفي طبعته الجديدة حاول استكشاف مدى ما تحقق من هذا التوقع، متتبعاً مسرى بعض الاتجاهات الروائية التي لونت المشهد الروائي العربي بصور وأفكار وزوايا للنظر مختلفة. غير أنه من المؤكد ان السنوات التي توقف عند قراءتها هذا الكتاب، أي مطلع التسعينات، كانت تحفل بنتاج روائي لم تشهده البلدان العربية طوال تاريخها الأدبي الذي ارتبط بالشعر قبل أي شيء آخر. روجر ألن يحدد بعض سمات هذا الحراك الأدبي الذي أثرى نشاطاً روائياً يبدو وكأنه التعبير عن اهتمام الكتابة العربية بسجلات الواقع. فالمتخيل الروائي حسبما نفترض يتلبس واقعه من حيث هو كيفية في النظر الى الشخصية الفردية والى البيئة والأماكن والأفكار المتداولة، حتى في منطقة الفانتازي، فليست هناك رواية ليست لها علاقة بالظرف الذي تشكل خطابها من خلاله: البيئة الأدبية على سبيل المثال، ان لم تكن الاجتماعية، طريقة تنظيم وتنافذ الأدبي والفكري في موقف الروائي مهما كانت بساطته أو اعتماده على البداهة والعفوية. ولكي لا نستطرد، نقول ان الرواية تعكس طرق تعبير الواقع عن نفسه بهذا الشكل أو ذاك، وهي التي شغلت الاتجاهات الأبرز من اهتمامات روجر ألن عند قراءاته المتعددة الأوجه للرواية العربية. وفي جهده هذا يقدم خدمة الى قضية التثاقف بين العرب وقراء اللغة الانكليزية من الأميركيين ومن جنسيات أخرى، في نظرة تخلو من التعالي وتدلل على مثابرة دقيقة في معرفة التفصيل في مرجعية هذا الفن عند العرب وتفرعاته وأساليبه المنوعة، مع أنه يؤكد "بأن هذا العمل يحمل سمات المسح، والهدف الأساسي منه يظل إثارة اهتمام طلبة الأدب خاصة والقراء عامة بالخلفية الأدبية - التاريخية لأدب القصة المكتوب بالعربية، وبالأساليب والمواضيع التي تتناولها أعمال معينة بهدف دفعهم لقراءة بعض هذه الأعمال في ترجماتهم". المهم في الأمر ان ما لاحظه روجر ألن من تغيرات طرأت على الرواية العربية خلال العقد المنصرم هو زيادة مشاركة المرأة في الكتابة الروائية، وانعكس هذا الأمر في التركيز على الأعمال النقدية التي كتبتها ناقدات من النساء عموماً. كما لاحظ أن منح نجيب محفوظ جائزة نوبل في العام 1988 كان أكثر الأحداث أهمية في التاريخ الحديث للرواية العربية، وفي رصده للنتاج الروائي العربي يرى أنه أصبح من التشعب والتنوع بحيث أضحى من الصعب الاحاطة بتقاليده الأدبية برمتها ضمن هوية مفردة. نزعة المواجهة في انتقال النمط الروائي في الفصل الأول الذي يحاول فيه تعريف الأدب الروائي في اطاره العام وموقع الرواية العربية في مساره، يشير الكاتب الى أن الرواية العربية لكونها صنفاً مستورداً من الغرب انما تمثل صيغة لمعرفة الكيفية التي يجري من خلالها انتقال الأنماط الأدبية من ثقافة الى أخرى، وفي معرفة التوتر الذي ينشأ عن المواجهة بين نمط أدبي حديث وبين الموروث القديم، العملية التي يسميها اللحاق بالركب. وتظهر التوترات الناشئة عن الصراع بين البحث عن طريق جديد في التعبير وبين الصلة مع الماضي، في المواضيع التي تتناولها الرواية العربية. وكانت هذه الرواية في بدايتها الرومانتيكية والتاريخية، كما يقول، تمثل النمط الجاهز للتعبير عن الروح الوطنية والنزعة الاصلاحية في المجتمع. وهي وليدة تطورات المواجهة في عصر النهضة بين ثقافة الغرب والثقافة العربية في وقت جرى الاهتمام بإحياء التراث. ويمر خلال هذا العرض على إرث السرد الكلاسيكي العربي الذي يشمل النوادر والصور القلمية الموجزة والحكايات ذات المغزى الأخلاقي، اضافة الى أدب المقامة الذي استخدمه العرب في المحاولات القصصية الأولى لهم، في حين كانت "ألف ليلة وليلة" من بين مصادر الالهام القصصي الغربي في مفارقة يرى ان الأدب العربي خلال المراحل الأولى لعصر النهضة لم يحفل بها لأنها كانت تروى شفاهاً، وكانت نسخها المكتوبة نادرة التوزيع. وفي متابعة سريعة للتقاليد المبكرة في الفن القصصي الحديث، يتطرق الباحث الى المنجزات الأدبية التي أحرزها الاتصال بالغرب من خلال حملة نابليون على مصر والبعثات التبشيرية في سورية ولبنان واسهام الجمع المسيحي في نهضة الثقافة العربية ومحاولاتهم ادخال الأجناس الجديدة الى الأدب العربي ومنها فن القصة. وفي باب التعريف ببوادر التقليد القصصي في المناطق الأخرى يجمع روجر ألن العراق بدول الخليج العربي في معلومات مضطربة وناقصة عن صلة العراق الثقافية والتجارية والدينية بجيرانه خلال عصر النهضة، والتي يحصرها بإيران والخليج العربي والهند: "كان هناك حاجز منيع هو صحراء بادية الشام يفصل العراق عن بقية الأقطار العربية التي كانت على اتصال بدول حوض البحر المتوسط". وحسب استنتاج سلمى الخضراء الجيوسي الذي يستشهد به، بقي العراق متخلفاً كما تدلل أسفار الرصافي والزهاوي بحثاً عن العمل أو فرص النشر. ثم يستطرد: "ولكن العراق وأقطار الجزيرة العربية شهدت تحولات جذرية نتيجة اكتشاف النفط، وذلك خلال العقد الأول من القرن العشرين في ايران، وتلى ذلك العثور على أكبر مخزون للنفط في العالم على الطرف الجنوبي للخليج العربي في الثلاثينات من هذا القرن، وبسرعة مذهلة وجدت تلك المنطقة، التي كانت غارقة في أعمق أنماط الثقافة التقليدية المحافظة، نفسها تنغمس في وضع تصبح فيه قبلة أنظار العالم". ان قراءة الوضع الثقافي والاجتماعي العراقي تاريخياً، كملحق بدول الخليج العربي، واحد من اسقاطات السياسة الحالية، وهي التي أوقعت الكثير من الباحثين الغربيين بعد حرب الخليج في أخطاء واضحة. ولعل من باب شحذ الذاكرة نقول ان عصر النهضة الذي لا يحدد تاريخه روجر ألن هنا، امتد فترة طويلة في العالم العربي، كان العراق خلاله على صلة مع طرفين مؤثرين هما تركيا وبعدها مصر. وكانت المدن السورية الصحراوية الآن، الحسكة ودير الزور وغيرها، تابعة ادارياً الى العراق في تلك الفترة والى ثلاثينات هذا القرن. أي ان العراق حدودياً يتجاوز بادية الشام. علماً بأن الصلة الحقيقية بينه وبين الشام كانت طريق حلب - الموصل وهو طريق كان سالكاً في القرن التاسع عشر والعشرينات، ان لم يكن من أنشط الطرق التجارية والثقافية العراقية في ذلك الوقت. منتصف العشرينات قطعت الصحافة العراقية الشوط الأهم في مراحل تطورها، وبصدور "لسان العرب" للأب أنستاس الكرملي في العام 1913 أصبحت الحياة الثقافية العراقية تتخذ اتجاهاً راسخاً في اعتمال الأفكار والصيغ الجديدة في الأدب، ولعل في المقدمة منها محاولات فهم الفن القصصي، فأصدر روفائيل بطي مجلته الأدبية "الحرية" في العام 1924 وحوت الكثير من القصص المترجمة والمحاولات القصصية العراقية. ولكن الأهم من ذلك كتابات محمود أحمد السيد رائد القصة العراقية الذي كان يحرر جريدة "الصحيفة" مع حسين الرحال مروجين للفكر الاشتراكي والاجتماعي الجديد عبر الفن القصصي، فأصدر السيد محاولته الروائية الثانية "جلال خالد" مدوناً على غلافها "قصة عراقية موجزة 1919 - 1923". ومجمل القول ان العراق في ثلاثينات هذا القرن لم يكن غارقاً في أعمق أنماط الثقافة التقليدية المحافظة ليجد نفسه وعلى حين غرة، ينغمس بسبب النفط، في وضع يصبح فيه "قبلة الأنظار" كما يرد في الكتاب. أما رحلة الرصافي للتدريس في فلسطين أو سفرات الزهاوي الى مصر فهي تدخل في باب التبادل الثقافي، في وقت استضاف العراق عدداً من الأدباء في تلك الفترة ومن بينهم ابراهيم طوقان والزيات الذي انتدب للتدريس في العراق منذ العام 1929. يفتقد العراق من دون شك التقاليد الروائية الراسخة، غير أن التجارب القصصية في العراق لا تتأخر من الناحية النوعية عن بقية البلدان عدا مصر بالطبع. وهناك محطات مهمة في الرواية العراقية يمكن أن نحصرها بعمل محمود أحمد السيد التجريبي، ورواية غائب طعمة فرمان "النخلة والجيران" 1965 التي تعتبر التأسيس الحقيقي لفن الرواية الحديثة في العراق، ولا يشير اليها المؤلف لأسباب ربما تعود الى عدم اطلاعه عليها أو صعوبة فهمها لأنها تستخدم المحكية العراقية بكثرة. كما لا يشير الى اسم فؤاد التكرلي وروايته "الرجع البعيد" 1980 التي تشكل ورواية فرمان القطبين الأساسيين في دراسة التضاريس الاجتماعية العراقية، التي ينطلق بحث روجر ألن من فكرة الربط بينها وبين فن الرواية العربية، ويتطرق اليها عند قراءته رواية جبرا ابراهيم جبرا "السفينة" الصادرة في العام 1969. وهي رواية لا ينطبق عليها المعنيان: التألق والاقناع حسبما يصفها، فهي غير مقنعة في مضمونها الاجتماعي لا لكونها لا تمثل الواقع العراقي، فهذا الأمر لا يعني الكثير، ولكنها في معناها الفني تفتقد الى المصداقية لأنها تعتمد على حوار شخصيات تبدو مثل أقنعة ثقافية تتبادل أدوارها على مسرح محصور. المؤلف كعادته في فن الرواية لا يروي الوقائع من خلال شخصياته وحركتهم، قدر ما يستغرق في طرح أفكاره على لسان تلك الشخصيات. جبرا ابراهيم جبرا أحد مثقفي العراق والعرب الكبار، ولكن رغبته الخوض في كل الأجناس الابداعية جعلت رواياته على جانب من الضعف مثلما حال أشعاره ورسومه. والحال ان هذا الضعف يشفع لنا عند مناقشة الكتاب بشأنها، بناء على ما ذكره المؤلف في مقدمته من أن تحليلاته الحذرة تعتبر الروايات التي اختارها نماذج ممتازة من النتاج العربي الروائي مستطرداً: "جل ما أطمح اليه أن لا يأتي من يود الادعاء بأن أياً من الأعمال التي اخترتها لم يساهم الا مساهمة ضئيلة في تطوير تقاليد الرواية العربية". ونزعم أن رواية "السفينة" التي أفرد لها حيزاً خاصاً مرت فنياً بشكل عابر على المشهد الثقافي العربي والعراقي على وجه الخصوص، مثلما مر معظم روايات جبرا ابراهيم جبرا. ولا نشك في أن جهد روجر ألن اللاحق سيضيف الكثير من المعلومات التي تستحق الاضافة الى القارئ الغربي بشأن الأعمال الروائية التي تعتبر على درجة من الأهمية ضمن محيطها في العراق كما هي الحال في سورية والجزائر وغيرهما من البلدان العربية. القياس الاجتماعي وروايات الصراع والمواجهة يتابع المؤلف في الفصول اللاحقة مرحلة النضج في الرواية العربية التي يحددها بنصف قرن، منطلقاً من خلفية سياسية اجتماعية تتوافر على الكثير من الأحكام التي أفرزتها حرب الخليج الثانية. ليضع في المقدمة منها اكتشاف النفط في المنطقة وتأثيره في الرواية مستشهداً ب "مدن الملح" لعبدالرحمن منيف. وهذا الحدث الثورة في عالمنا العربي لم يكن ضمن مواضيع المواجهة في الرواية المصرية حتى مرحلة متأخرة، ولم يكن يعني الكثير ضمن السياق الروائي في عدد من البلدان بما فيها النفطية كالعراق. ولكن الواقع يربطه بعلاقة جد وثيقة في الصراع بين الغرب والعرب، والتي ينطلق مؤلف هذا الكتاب في ملاحظة تأثيرها في الأعمال الروائية العربية، متقصياً أبعادها في رواية "موسم الهجرة الى الشمال" للطيب صالح ورواية "مدن الملح" لعبدالرحمن منيف. فهو يسمي مرحلة عصر النهضة في مصر اعادة اكتشاف لأوروبا، وعهود الاحتلال البريطاني والفرنسي مرحلة الصدام بين العرب والغرب الذي توج التوتر بينهما وعد بلفور وانشاء دولة اسرائيل. ويشير المؤلف الى أن سؤال التزام الأديب أو عدم التزامه من بين المباحث التي كانت موضع جدل في الثقافة العربية منذ الخمسينات، وكانت الرواية احدى المناطق التي شهدت هذا النشاط. وفي الستينات كانت الأنظمة الثورية في غمرة النجاح المبدئي تحاول الامساك بصرامة بالحياة العامة، وكانت التحديات في نطاق الكتابة متباينة في درجة صراحتها. ولم يكن الاستخدام الغزير للرمزية كوسيلة للتعبير مجرد ظاهرة فنية فحسب، بل باعتبارها أمراً تحتمه الضرورة العملية. يفرد المؤلف تحت عنوان "الصراع والمواجهة" حيزاً مهماً لقراءة مجموعة من الأعمال العربية في المقدمة منها الرواية الفلسطينية، مستعرضاً فيها باستفاضة أعمال غسان كنفاني وجبرا ابراهيم جبرا الذي يعود الى التفصيل في الحديث عن رواياته بما فيها روايته المشتركة مع عبدالرحمن منيف "عالم بلا خرائط"، وسيرته الذاتية. ثم يستعرض أعمال أميل حبيبي وسحر خليفة وليانة بدر، معرجاً على اسهامات فدوى طوقان وسلمى الخضراء الجيوسي في الشعر، ورشاد أبي شاور ونبيل خوري، ثم يعود الى روايات حليم بركات وعبدالرحمن منيف. المسارات الاجتماعية والسياسية التي أدت الى الاستقلال والثورة شديدة التنوع في الحالة العربية، كما يقول المؤلف، فالثورة في مصر كانت موضوع نجيب محفوظ في "السمان والخريف". وكانت التغيرات السياسية والاجتماعية المصرية المواضيع المفضلة في كل أعمال نجيب محفوظ وفي المقدمة منها "الثلاثية" التي يرصدها المؤلف متطرقاً الى أن حجم نتاج محفوظ وثقله دفعا غيره من الروائيين في مصر والبلدان العربية الى الظل. يجد القارئ بعض اضطراب في ترتيب المواضيع وتداخل التواريخ، إذ يعود المؤلف الى قراءة بعض الأعمال أكثر من مرة. كما أن الكتاب يفتقد الى بنية تمسك به وتحذف زائد الاستطراد فيه، غير أننا ندرك بأن العمل اعتمد في الأصل على مجموعة محاضرات ألقاها المؤلف في أكثر من مكان ومناسبة، وهي تحقق فائدة كبيرة في التعريف بالكتاب العربي. ولكن الترجمة التي تحفل بالأخطاء في كتابة بعض أسماء الروايات والروائيين في الأقل، وفي الصياغات التي نخمن أنها تحولت في الترجمة الى شيء آخر، وزادتها الأخطاء الطباعية وكان من الممكن تجاوزها عبر اعادة تحريرها من قبل مطلع عربي ومختص في هذا الفن، حتى لا يغدو الطاهر وطار وتاراً، ولا شريف حتاتة حطاطة. وفي كل الأحوال، تبقى مادة الكتاب الغنية وجهد مؤلفه ومثابرته وصبره من بين ما يضعه القارئ في ذهنه وهو يقرأ التغطية الواسعة لبانوراما الرواية العربية التي تستحق كل التقدير والاعجاب