طهران - أ ف ب - صرح رئيس دائرة الشرق الاوسط في الخارجية النمسوية، ماريوس كاليغاريس ان الزيارة الحالية لبعثة الاتحاد الاوروبي لإيران ستشكل "جولة أولى من الحوار البناء" بعد التخلي عن "الحوار النقدي" الذي انقطع العام الماضي بسبب أزمة نشبت بين بون وطهران. ويضم الوفد، الذي يتوقع وصوله الى طهران ليل الجمعة - السبت، ممثلين عن "الترويكا" الاوروبية التي تضم الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد النمسا، والسابقة بريطانيا، واللاحقة المانيا. ويرأس البعثة الامين العام لوزارة الخارجية النمسوية البير روهان، ويرافقه وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني جون شيفيرد وديبلوماسي الماني رفيع المستوى مكلف شؤون الشرق الاوسط اندرياس فون هوسل. وذكرت مصادر ديبلوماسية اوروبية ان محادثات رسمية ستجري اليوم بين الوفد الاوروبي والسلطات الايرانية، كما ستجري محادثات ثنائية بين أعضاء البعثة والسلطات الايرانية غداً. وأكد كاليغاريس ان المشاورات تتناول مسائل سياسية اقليمية، كالشرق الأوسط وافغانستان، ودولية، خصوصاً حقوق الانسان والارهاب ونزع السلاح. والموضوع الذي سيكون اكثر حساسية سيتعلق بالفتوى التي أصدرها آية الله الخميني في 1989 وتقضي بهدر دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي بسبب كتابه "الآيات الشيطانية" الذي اعتبرته طهران مسيئاً للإسلام. وستتناول المحادثات أيضاً شكوى إيرانية قديمة من ان الحوار مع الاتحاد الاوروبي كان حتى الآن لمصلحة جانب واحد دون الآخر. واوضح كاليغاريس ان الحوار الجديد سيتضمن "مواضيع تدخل في مصلحة ايران". وكانت إيران علقت في نيسان ابريل 1997 الحوار النقدي مع الاتحاد الاوروبي بعدما اصدر القضاء الالماني حكماً يتهم فيه كبار المسؤولين الايرانيين بالضلوع في مقتل اربعة معارضين اكراد ايرانيين. وكانت الدول الخمس عشرة التي اعادت سفراءها الى طهران في تشرين الثاني نوفمبر الماضي بعد سبعة اشهر من استدعائهم للتشاور، ابدت مرارا رغبتها في تحسين علاقاتها مع طهران بأسرع وقت. وتعتزم هذه الدول ان تأخذ بالحسبان المعطيات الجديدة التي برزت اثر انتخاب رئيس معتدل بشخص محمد خاتمي العام الماضي، وتعزز مواقعها في الوقت الذي تظهر فيه مؤشرات لكسر الجليد بين طهران وواشنطن. وسبق ان قام عدد كبير من المسؤولين الاوروبيين الرفيعي المستوى بزيارات ثنائية لإيران في الأشهر الأخيرة كانت اهمها تلك التي قام بها رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي مطلع تموز يوليو الجاري. وتباينت الصحف الايرانية في تقويمها زيارة الترويكا، ففيما نشرت صحيفة "ايران" الحكومية "نأمل في ان تساعد هذه المفاوضات في تحقيق التغييرات الايجابية المنتظرة منذ فترة طويلة في العلاقات الايرانية - الاوروبية"، أعربت صحيفة "طهران تايمز" المحافظة عن "معارضتها" اجراء مفاوضات مع الاتحاد الاوروبي، وأكدت انها تفضل اجراء مفاوضات ثنائية مع كل بلد من بلدان الاتحاد الاوروبي على انفراد "بدل أن يكون الحوار مع جبهة موحدة من الدول الخمس عشرة".