أكد وزير الداخلية السوداني اللواء عبدالرحيم محمد حسين أن الجيش السوداني "استطاع حسم المعركة التي بدأت منتصف الشهر الماضي وأوقف زحف المتمردين الذين تدعمهم قوات أوغندية". فيما أعلنت عملية "شريان الحياة" الإنسانية التي تنطلق من كينيا أن السلطات السودانية وافقت على معاودة العملية تسيير الرحلات الجوية فوق الجنوب ابتداءا من اليوم الجمعة بعد توقف استمر طوال يوم امس الخميس. وقال وزير الداخلية السوداني في تصريحات بثها التلفزيون من مدينة جوبا "إن الجيش استطاع حسم المعركة التي بدأت في 19 الشهر الماضي بتحقيق النصر على قوات التمرد المدعومة من اوغندا ووقف زحفها وكسر شوكتها في هذه المرحلة من الهجوم على شرق ولاية الاستوائية". وأوضح حسين في حديث إلى الاذاعة المحلية في جوبا أمس أن المرحلة المقبلة ستشهد "دحر القوات الغازية تماماً". وأكد "أن القوات الحكومية تحقق نجاحاً في كل يوم في مقابل تراجع القوات المتمردة". وقال قائد المنطقة العسكرية الاستوائية اللواء آدم موسى إن القوات السودانية "تمكنت من وقف زحف قوات التمرد تماماً، ولم تتبق سوى جيوب من المعتدين". وأضاف ان القوات الحكومية "ستتعقبهم حتى الحدود الأوغندية". معركة توريت وأعلن مسؤولان في "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق منتصف الشهر الماضي ان حركتهما سيطرت على ثلاثة مواقع وقطعت الطريق بين جوبا ومدينة توريت الاستراتيجية، إلا أن مسؤولي الحركة امتنعوا منذ ذلك الوقت عن الادلاء ببيانات أو معلومات عن سير المعارك. ويقول عمال اغاثة ومصادر أخرى رويترز ان المتمردين في جنوب السودان يحاولون كسر قبضة الخرطوم على توريت في أضخم هجوم منذ 18 شهراً. وقال مسؤول اغاثة بارز في نيروبي على صلة بالمنطقة: "بالتأكيد سيهاجمون توريت. لأنه بعد كل هذا التخطيط سيكون عدم شن هجوم رئيسي على توريت بمثابة نكسة". ويشاركه الرأي عدد كبير من عمال الاغاثة الذين لهم خبرة طويلة بالسودان. وقال مسؤول الاغاثة إن قرنق تولى بنفسه قيادة الهجوم الذي بدأ في 16 أيلول سبتمبر الماضي عندما استولت قواته على ليريا وحاميات مجاورة أخرى في نجولير ورودوندو. وتشكل توريت، التي تبعد 140 كيلومتراً جنوب شرقي جوبا أهمية تاريخية واستراتيجية للمتمردين، إذ أنها كانت مقر قيادة قرنق قبل طرده منها في 1992. تمديد الهدنة وذكرت منظمات غير حكومية ان الحكومة السودانية تؤيد تمديد وقف النار الذي ينتهي مبدئياً في 15 تشرين الاول اكتوبر الجاري في ولاية بحر الغزال التي تضربها المجاعة لمدة ثلاثة أشهر جديدة. ونقلت الصحف السودانية عن غي توسينيان الامين العام لمنظمة "كير" العناية الدولية التي تضم منظمات غير حكومية من ست دول أوروبية والولايات المتحدة وكندا واستراليا واليابان، قوله إن المسؤولين السودانيين وافقوا مبدئياً على تمديد الهدنة مع المتمردين الجنوبيين لثلاثة أشهر. وقال توسينيان، الذي غادر الخرطوم أمس متوجهاً الى نيروبي، في تصريح للصحافيين انه سيبحث مع "الجيش الشعبي" و"السلطة الحكومية للتنمية" ايغاد في امكان تمديد وقف النار الساري منذ 15 تموز يوليو الماضي. وأعلن السفير الالماني في الخرطوم فيرنير داوم للصحافيين أن بلاده على غرار الاتحاد الاوروبي تأمل في "وقف دائم لاطلاق النار وفي كل مناطق جنوب السودان". وكانت المفوضية الاوروبية دعت الحكومة السودانية والمتمردين السودانيين الى تمديد وتوسيع رقعة وقف النار الساري. في موازاة ذلك،قالت ناطقة باسم عملية "شريان الحياة" التابعة للامم المتحدة ان السلطات السودانية سمحت بمعاودة رحلات الاغاثة ابتداءا من اليوم الجمعة. واوضحت الناطقة جيليان ويلكوكس أن وقف الرحلات تم امس الخميس بسبب "مشكلة ادارية مرتبطة باجراءات تتبعها عملية شريان الحياة لابلاغ الحكومة السودانية بخططها في شأن الرحلات الجوية في الاجواء السودانية". واضافت ان "نحن نتفهم تماما هذه المشكلة الادارية وخصوصا اذا لاحظنا حجم العملية الانسانية. حلت المشكلة وسنواصل رحلاتنا كالمعتاد ابتداءا من غد اليوم الجمعة". ويكافح موظفو عمليات الاغاثة لمواجهة نقص حاد في المواد الغذائية في مناطق من جنوب السودان، خصوصاً في منطقة بحر الغزال. وكانت لينزي ديفيز الناطقة باسم "برنامج الغذاء العالمي" التابع للأمم المتحدة قالت في وقت سابق أمس: "نأمل أن لا يكون الحظر العلامة الأولى على شيء ما. لدينا 18 طائرة تعمل في أكثر من مئة موقع". ومن المقرر أن تعقد "ايغاد" اجتماعاً في نيروبي في السابع من الشهر الجاري بين الحكومة والمتمردين لبدء محادثات في شأن تمديد وقف النار في بحر الغزال.