نيروبي، الخرطوم - رويترز، أ ف ب - أكدت منظمة "وورلد فيجين" للاغاثة أمس الأربعاء ان 47 شخصاً قتلوا في حريق شب في منطقة غابات يعاني سكانها من المجاعة في جنوب السودان. واندلع الحريق الأحد الماضي قرب قرية أناناتاك في ولاية بحر الغزال. وأوضحت وكالة الاغاثة في بيان ان "فريقاً تابعاً للمنظمة هرع الى الموقع لدى سماع نبأ الحريق وعثر على جثث محترقة لما لا يقل عن 15 شخصاً اضافة الى أكثر من 20 قبراً حديثاً". وأضافت الوكالة ان الفريق "نقل عدداً من الجرحى الى مستشفى قرب ماريال يوم الثلثاء" وان عدد القتلى بلغ 47 شخصاً. وقال مسؤولو اغاثة ان مئات الآلاف من سكان ولاية بحر الغزال عاشوا واحدة من أسوأ المجاعات في تاريخ السودان نتيجة للحرب الأهلية والجفاف. وبدأت المجاعة بعد موجات نزوح كبيرة اثر هجوم متمردي "الجيش الشعبي لتحرير السودان" على مدينة واو عاصمة الولاية في كانون الثاني يناير الماضي. ودارت معارك عنيفة استطاع الجيش السوداني خلالها استرداد مواقع احتلها المتمردون الذين تحالف معهم قيادي جنوبي انشق عن الخرطوم. ومنع السودان رحلات الاغاثة الى المنطقة بحجة انتظار انجلاء المعارك ثم عاد وسمح بتسيير رحلات محدودة الى المنطقة. وهدد وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل الثلثاء بتعليق الاذن بارسال طائرات المساعدات الانسانية الى الجنوب مجدداً متهماً المتمردين باعاقة توزيع المساعدات. وقال اسماعيل في تصريحات صحافية ان "الحكومة ستعلق عمليات الاغاثة اذا استمرت حركة التمرد في ممارساتها التي تعرقل توزيع المساعدات". وأوضح ان بين هذه الممارسات شن المتمردين الجنوبيين هجوماً في 14 نيسان ابريل الجاري على قبيلة الرزيقات العربية في منطقة جنوب دارفور المتاخمة لجنوب السودان ما أدى الى مقتل 42 شخصاً واصابة 11 آخرين. واستغرب اسماعيل ان تواصل المنظمات الدولية "التحدث عن المجاعة في بعض مناطق جنوب السودان على رغم معاودة ارسال طائرات المساعدات الانسانية قبل ثلاثة أسابيع". وكانت الخرطوم رفعت في 2 نيسان ابريل الجاري قرار حظر ارسال طائرات اغاثة الى جنوب السودان بعدما علقت الرحلات الانسانية لمدة شهرين.