التقى وزير التخطيط الليبي السيد جادالله عزوز الطلحي في باريس أمس ممثلين عن عدد من الشركات الفرنسية الكبرى وعرض معهم "أولويات" حددتها ليبيا على صعيد استثماراتها. وجاء اللقاء في وقت قالت فرنسا انها جاهزة لتعزيز العلاقات مع ليبيا إذا ساعدت طرابلس في التحقيق في قضيتي تفجير طائرة "يوتا" الفرنسية فوق النيجر في 1989 وطائرة "بان أميركان" الأميركية فوق لوكربي اسكوتلندا في 1988. ويُتهم عملاء ليبيون بالوقوف وراء التفجيرين. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية ايف دوتريو ان الموقف الفرنسي من قضيتي التفجير أوضحهما وزير الخارجية هوبير فيدرين للطلحي في لقائهما أول من أمس. وأضاف ان "تعاون" ليبيا في قضية "يوتا" يمكن ان يتجسّد في دفع تعويضات لضحايا التفجير اذا وجدت محكمة فرنسية ان المتهمين في التفجير، وهم ستة ليبيين، مذنبين. ومن المقرر ان تحاكم محكمة جنايات في باريس المتهمين الستة، وبينهم صهر للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، غيابياً مطلع السنة المقبلة. ونقل دوتريو عن فيدرين انه يأمل في استمرار التعاون القضائي بين باريسطرابلس، وانه يتوقع ان يأخذ الجانب الليبي في الاعتبار القرارات التي ستصدر عن القضاء الفرنسي في هذا الاطار. ويذكر ان باريس سبق ان عبّرت عن ارتياحها للتعاون الذي أبدته السلطات الليبية مع القاضي الفرنسي جان لوي بروغيير الذي انهى تحقيقاته في شأن حادثة "يوتا" التي أدّت الى مقتل 170 شخصاً. الى ذلك، التقى الطلحي أمس في اجتماع مغلق، وفداً يمثّل شركات فرنسية كبرى. ونظّم اللقاء "المجلس الوطني لأرباب العمل الفرنسيين" بالتعاون مع غرفة التجارة الفرنسية-الليبية، وشارك فيه نحو مئة شخص يمثلون قطاعات تحظى باهتمام ليبيا مثل الطاقة والبنى التحتية والماء. وكان بين الحضور ممثلون لمجموعة "ليونيز ديزو" وشركة "الف" النفطية وبعض المصارف. وقال مصدر مطّلع ان الطلحي عبّر خلال اللقاء عن عزم بلاده توظيف مبلغ يتراوح بين 3.2 و5.2 بليون دولار في قطاعات متعددة. وأكد ان طرابلس تعتزم اعطاء حيّز أكبر لنشاط القطاع الخاص. وتبع اللقاء مأدبة غداء أقامها على شرف الطلحي رئيس مجموعة "ليونيز ديزو" جيروم مونو الذي تتفاوض مجموعته مع السلطات الليبية في شأن تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع "النهر الاصطناعي العظيم"، وهو من المشاريع الضخمة لنقل المياه من الصحراء الى الساحل. وكان الطلحي وصل الى باريس في اول زيارة يقوم بها وزير ليبي الى العاصمة الفرنسية منذ ثماني سنوات، بدعوة من وزير الدولة الفرنسي للتجارة الخارجية جاك دوندو، الذي التقاه اول من امس وتلقى منه دعوة الى زيارة ليبيا. كذلك عقد الطلحي جلسة محادثات مع وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين الذي أكد ان علاقات البلدين "شهدت أخيراً تطوراً ايجابياً" وأنها "مرشحة للتحسن وهذا ما يسعى إليه الجانبان".