باريس، موسكو، تونس - "الحياة"، أ ب، أ ف ب - بحث وفد من نواب البرلمان الاوروبي موضوع العلاقات بين الاتحاد الاوروبي مع ليبيا مع السفير الليبي لدى الاتحاد وهولندا وبلجيكا واللوكسمبورغ حامد الحضيري. ونُقل عن أحد النواب الاوروبيين سؤاله السفير الليبي عن مدى استعداد ليبيا لاستجابة اقتراح وزير الخارجية البريطاني روبن كوك بإرسال المتهمين الليبيين في تفجير طائرة "بان اميركان" فوق بلدة لوكربي عام 1988، للمحاكمة في هولندا، فردّ الحضيري ب "ان الاقتراح هو ليبي اصلاً، وأن من حق طرابلس المطالبة بضمانات لأنها مسؤولة عن امن مواطنيها". وقال احد الحضور ان نائباً اوروبياً تناول موضوع الاجراءات التي تحول دون مشاركة ليبيا في المسار المتوسطي - الاوروبي مسار برشلونة، وانه رأى ان على الاتحاد الاوروبي تحديد موعد انتهاء الاجراءات المطبقة ازاء ليبيا والخاصة بحرمانها من المشاركة في اللقاءات الاوروبية - المتوسطية. ونُسب الى الحضيري "ان مستقبل المتوسط يجب ان تقرره شعوب المتوسط كافة وأن سياسة الانتقاء تعتبر سياسة قاصرة ولا تبني للمستقبل". وأكدّ أهمية التعاون العربي -الاوروبي معتبراً "ان التعاون الاوروبي- المتوسطي ليس إلا جزءا من ذلك. واستغرب عدم دعوة ليبيا الى حضور لقاءات مسار برشلونة "لأنه لا يمكن فهم غيابها عن أي عمل يمس حاضر المتوسط ومستقبله". الى ذلك، علمت "الحياة" من مصدر مطّلع ان رئيس شركة "ليونيز ديزو" جيروم مونو زار ليبيا الاسبوع الماضي. والمعروف أن مونو قريب من الرئيس جاك شيراك. وتعمل شركة "ليونيز ديزو" على إتمام عقد مع ليبيا مرتبط بمشروع "النهر العظيم". وفي موسكو، اعلن الكرملين امس ان الرئيس بوريس يلتسن بعث برسالة الى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تتضمن اقتراحات لم يُكشف عنها في شأن العلاقات بين طرابلسوموسكو. وافاد جهاز الاعلام الرئاسي في بيان وُزّع على الصحافيين ان الرسالة تناولت الوضع في ليبيا وآفاق تطوير العلاقات الثنائية. ولم يقدم البيان مزيداً من التفاصيل. ومعلوم ان الرئيس يلتسن كان وصف في السابق العقوبات التي فرضها مجلس الامن على ليبيا في 1992 بأنها غير عادلة. وعلى رغم العقوبات، ناقشت روسيا وليبيا اخيراً مشاريع عدة تتعلق بالنفط والغاز والنقل والاتصالات. وليبيا مدينة لروسيا بنحو 2.4 بليون دولار. الى ذلك قال الليبيان المشتبه بهما في قضية لوكربي انهما لا يعتقدان بإمكان حصولهما على محاكمة عادلة امام اي محكمة اوروبية وانهما يفضلان المثول امام قضاة عرب او افارقة. وكان عبدالباسط علي محمد المقرحي والامين خليفة فحيمة يتحدثان في مقابلة اذاعتها الخميس قناة "ام. بي. سي" التلفزيونية الفضائية ومقرها لندن. وفي حديث للتلفزيون نفسه اكد الزعيم الليبي معمر القذافي اعتقاده ان العرض الاميركي - البريطاني باجراء المحاكمة في هولندا "مجرد خدعة". ونفى ان المشتبه بهما من عملاء المخابرات الليبية. وقال المقرحي انه وفحيمة يريدان ضمانات. واضاف انهما يفضلان اجراء المحاكمة في دولة عربية وامام قضاة عرب. لكنه اشار الى امكان ان تُجرى ايضاً في دولة افريقية. اما فحيمة فقال انه لا يثق في القضاةالاوروبيين.