طرابلس، تونس، بكين - أ ف ب، رويترز - قال الرئيس ياسر عرفات ان الفلسطينيين قبلوا المبادرة الأميركية لاطلاق عملية السلام على رغم كونها "مجحفة". وغادر عرفاتتونس بعد ظهر امس متوجهاً الى القاهرة بعد زيارة قصيرة لليبيا التقى خلالها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، وهنأه بنجاح العملية الجراحية التي اجريت له الاثنين الماضي بعد اصابته بكسر في الفخذ. وبثت "وكالة الجماهيرية للانباء" الليبية امس ان عرفات دعا القذافي خلال لقائهما مساء السبت الى زيارة القدس "ليؤم المسلمين قريباً في بيت المقدس" عندما تصبح القدس عاصمة للدولة الفلسطينية. ونقلت الوكالة الليبية عن عرفات قوله: "دعوته القذافي ليؤم المسلمين قريباً ان شاء الله في بيت المقدس في القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين، وتقبل الدعوة، اذ سيؤمنا إن شاء الله، فمثلما أمّ المسلمين في اماكن اخرى سيؤمهم ان شاء الله في القدس الشريف". واضاف: "انا سعيد جداً ان أرى الأخ قائد الثورة بصحة طيبة وعافية". وقال مصدر فلسطيني في تونس ان اللقاء بين عرفات والقذافي تم في مدينة البيضاء على بعد 1200 كيلومتر الى الشرق من طرابلس، قبل مأدبة العشاء التي اقامها الزعيم الليبي على شرف الرئيس الفلسطيني الذي عاد الى طرابلس حيث امضى الليل. وكان عرفات توجه براً الى ليبيا عبر جربة في تونس، بعدما رفضت واشنطن أن يتوجه اليها جواً. وهذه هي الزيارة الاولى التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني لليبيا منذ ست سنوات علماً ان العلاقات بين الزعيمين شهدت فتوراً بسبب معارضة القذافي اتفاقات اوسلو. وأفاد المصدر الفلسطيني ان عرفات اتصل لدى عودته الى جربة بالرئيس زين العابدين بن علي وبحثا في جمود عملية السلام، ثم توجه الرئيس الفلسطيني الى القاهرة في طائرته الخاصة التي كانت بانتظاره في مطار جربة. وبعد توقف في مطار القاهرة توجه عرفات الى الصين في زيارة رسمية تستمر ثلاثة ايام. الى ذلك، أفادت "وكالة انباء الصين الجديدة" امس ان عرفات طلب دعم بكين في عملية السلام من أجل تفادي "انفجار" للعنف في الشرق الاوسط. واضاف انه يأمل بأن تقدم الصين المزيد من الدعم لمسعى اقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقال عرفات للوكالة ان الصين "قوة كبيرة لها وزنها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ونأمل أن تلقى قضيتنا دعماً ومساعدة الى ان نبني دولتنا المستقلة". واضاف عرفات ان "فشل اتفاقات السلام سيغرق المنطقة مجدداً في دوامة العنف ... وانني اقرع ناقوس الخطر، فبقدر ما يشكل السلام مصلحة للجميع فإن الانفجار سيطاول الجميع". وزاد: "قبلنا المبادرة الاميركية لاطلاق عملية السلام مع انها مجحفة بحقنا لاننا نرغب في السلام على رغم سياسة اسرائيل المتعنتة". ومن المقرر ان يجري الرئيس الفلسطيني محادثات مع الرئيس الصيني جيانغ زيمين وسيجتمع مع رئيس الوزراء زهو رونغجي ووزير الخارجية تانغ جياكسوان.