تلبدت الغيوم في سماء باريس مساء أول من أمس لكن الأمطار لم تسقط لحسن حظ ما يقارب 150 ألف شخص أتوا ليستمعوا إلى ال "تينور" الثلاثة، بلاسيدو دومينغو وخوسي كاريراس ولوتشيانو بافاروتي، في حفلة تمهيدية لنهائي المونديال الذي يجري مساء اليوم. بعد روما سنة 1990 ولوس انجليس سنة 1994، اجتمع أمس نجوم الغناء الكلاسيكي الثلاثة مع قائد أوركسترا "متروبوليتان اوبرا" في نيويورك، جيمس ليفين، أمام برج ايفيل، في "شان دو مارس" لتأدية مقطوعات من الكانتو الايطالي والاوبرات الشهيرة وبعض الأغاني الشعبية الفرنسية. وعلى الأرض المعشبة، انتشر المهتمون من محبي الموسيقى المسنين إلى الشباب الفضوليين باكتشاف انغام أخرى إلى الأولاد الذين أتوا جميعاً ليستمتعوا بعرض نقل على شاشات كبرى. أما المحظوظون الذين تمكنوا من شراء البطاقات التي تراوحت أسعارها بين 750 فرنكاً فرنسياً وتسعة آلاف فرنك، فكانوا بحدود 12 ألف شخص جلسوا في مواجهة المنصة التي أخذت شكل عقد جسر كبير. وعند جوانب "شان دو مارس" كانت القهوة الايطالية حاضرة وال "بيتزا" أيضاً، كما كان البائعون يتجولون بين المستمعين بالمأكولات والمشروبات فأصبح المحيط، خلف الجالسين الانيقين، يذكّر باحتفال شعبي. بدأ الغناء مع خوسي كاريراس ولحقه دومينغو ثم بافاروتي، وبعد اغنيتين فرديتين لكل واحد، اجتمع الثلاثة ليقدموا الأنغام الشهيرة بطريقة مميزة حتى أننا سمعنا شاباً يقول لصديق له: "لا اعرف كل الأنغام، لكن هذه الحفلة تساوي حفلة رولينغ ستونز من دون شك". وقف ال "تينور" الثلاثة يغنون لمدة ساعتين تخللتهما استراحة قصيرة، وفي النصف الثاني من الحفلة خيم الظلام وأضيء "برج ايفيل" فأضفى جواً ساحراً رافقته انغام بوتشيني وبرليوز وجيوردينو وغوميس... وعندما قدم كاريراس ودومينغو وبافاروتي الأغنية الأخيرة "لا دونّا اي ايموبيليه" ارتفعت الحماسة وانطلقت الأسهم النارية وكانت تمهيداً رائعاً لمباراة مساء اليوم. من ناحية ثانية، لن تخلو خاتمة المونديال في فرنسا من الابتكار، ذلك أن المصمم الفرنسي الشهير، ايف سان لوران، سيعرض قبل المباراة "أربعين سنة من الموضة" في استعراض ضخم يشارك فيه 300 عارضة أزياء ومئة موسيقي. كل الأزياء وكل الأشكال ستكون موجودة في هذا التركيب الفريد الذي سيسبق انطلاق الكرة بساعة، وقد كلف عشرة ملايين فرنك فرنسي على رغم أنه سيستمر 12 دقيقة فقط. والأزياء التي ستعرض تخرج من متحف "سان لوران" الذي يضم أربعة آلاف زي، واختيرت كي تمثل جميع الانماط، فساتين النهار وفساتين المساء، مع التركيز على اللون والفن والغرائبية... و"كأس سان لوران" هذا الذي سيحتفل بالرياضة وبالسعادة العابرة يصفه مدير دار "سان لوران"، بيار برجيه، كالتالي: "عالم مبتهج يجمع بين أكبر عرض للأزياء وأهم نهائي رياضي من أجل اقفال هذا القرن"