سيصبح حلم الموسيقار الايطالي فيردي مبدع اوبرا "عايدة" حقيقة حين تعرض، بعد غد الاثنين، على خلفية الاهرامات وعند سفحها، وسيفتتح الرئيس حسني مبارك بداية العروض. وكانت الاوبرا عرضت في المرات الاربع السابقة ما بين الاقصر والقاهرة تحت سفح ابي الهول، محققة حلماً آخر تمناه فيردي منذ 127 عاماً. وبرغم النجاح الكبير للعروض السابقة إلا أن بدء عروضها للمرة الخامسة يبدو ملائماً لمناسبة احتفال مصر باليوبيل الفضي لانتصارات حرب تشرين الاول اكتوبر 1973، كونها تتغنى بأمجاد مصر القديمة وانتصاراتها الحربية على اعدائها وشجاعة ابنائها. ويشارك في العروض 500 جندي من الامن المركزي يمثلون الجيش المصري القديم ويبدلون زيهم العسكري الحديث بآخر من العصور الفرعونية. وكان فيردي وضع الاوبرا بتكليف من الخديوي اسماعيل لتقدم في احتفالات افتتاح قناة السويس ومنحه لقاء ذلك 150 جنيهاً ذهبياً من خزانة الدولة، ما جعل "عايدة" التي قدمت للمرة الأولى عام 1871 في دار الاوبرا المصرية القديمة "مصرية انتاجاً وموضوعاً". وللمرة الاولى يتولى فنان مصري عملية اخراج الاوبرا هو عبدالمنعم كامل بالاضافة الى مشاركة من عناصر مغنيي اوبرا القاهرة رضا الوكيل وايمان مصطفى. ويؤكد الفنان حسن كامي المدير التنفيذي ل"عايدة" انه تم اختيار افضل مغنيي الاوبرا في العالم الذين برعوا خصوصاً في تقديم "عايدة" من قبل، نافياً الاتهام الذي وجه لدار الاوبرا - التي تنظم الحدث - بالتقصير في التعاقد مع اشهر ثلاثة "تينور" في العالم كاريراس وبافاروتي ودومينغو. ولفت كامي الى توقف الثلاثة عن اداء "عايدة" منذ عام 1992 مكتفين ب "كونسيرات" لاغنيات خفيفة. ويتناوب على اداء دور "عايدة" في العروض التي تستمر ستة ايام كل من ليونا ميتشل ولوتشيا مازاريا، ودور راداميبسكل من فلاديمير جالوزين ونيكولا مارتينوتشي، وقيادة الاوركسترا كل من بارتيك فورنيللي وجورجيو كروتشي. ويشارك في العروض كورال وفرقة بالية واوركسترا اوبرا القاهرة وكورال فيرونا. ومن المتوقع ان يشاهد العروض نحو 18000 ألف شخص. وقرر الرئيس حسني مبارك بنفسه تقديم عروض اوبرا عايدة سنوياً في المكان والزمان نفسه لتصبح مهرجاناً فنياً عالمياً. ويحقق قرار مبارك حلماً للموسيقار فيردي، اذ كان تمنى عند كتابته "عايدة" ان تكون اهرامات الجيزة ومنطقة منف وجوار نهر النيل خلفية لاحداث الاوبرا وطلب من مهندسي الديكور وقت تقديمها للمرة الاولى في دار الاوبرا المصرية القديمة احترقت لاحقاً بوضع رسومات للاهرامات في خلفية المسرح بسبب تعذر تقديمها في المكان الذي تمناه.