في خطوة مفاجئة، توجه كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث فجر امس الى واشنطن للقاء كبار المسؤولين في الادارة الاميركية، ومن بينهم وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت والمبعوث الاميركي لعملية السلام السفير دنيس روس. ووفق المصادر الفلسطينية، فان زيارة عريقات وشعث، رُتبت بصورة عاجلة بناء على طلب من اولبرايت قدمته الى الرئيس ياسر عرفات خلال محادثة هاتفية اجرتها معه مساء اول من امس. ولم تتسرب اي معلومات في شأن المواضيع التي يمكن ان يناقشها المسؤولان الفلسطينيان في واشنطن، او الاسباب التي استدعت ذهابهما على عجل، لكن مصادر فلسطينية اكتفت بقولها لپ"الحياة" ان عريقات وشعث لن يجريا اي محادثات في شأن تعديل المقترحات الاميركية. واكدت في هذا الصدد ان الادارة الاميركية ابلغت الجانب الفلسطيني تمسكها بالمبادرة التي طرحتها، وعدم قبولها ادخال أي تعديلات عليها، في اشارة الى رفض الاميركيين محاولات من هذا النوع بذلها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو لوضع شروط تغير من مضمون المقترحات الاميركية. وكان الامين العام للرئاسة الفلسطينية قال لوكالة "رويترز" ان "اولبرايت ابلغت عرفات في مكالمة هاتفية الاربعاء ان الادارة الاميركية لن تغير او تعدّل في مبادرتها"، مشيراً الى ان "السلطة الفلسطينية تلتزم المبادرة الاميركية وترفض اي تعديلات عليها". وفي الاطار نفسه، صرحت وزيرة التعليم العالي الدكتورة حنان عشراوي في مؤتمر صحافي امس بأن "ثمة قضايا ترغب اولبرايت في طرحها على الجانب الفلسطيني". لكنها اضافت: "ان المبعوثين سيستمعان، لكنهما لن يدخلا في مفاوضات جديدة في شأن المبادرة الاميركية". لكن مراقبين لم يستبعدوا ان تكون محادثات عريقات وشعث في واشنطن تمهيداً وتحضيراً لزيارة قد يقوم بها عرفات الى العاصمة الاميركية، ولوضع اللمسات الاخيرة على اتفاق محتمل بين الفلسطينيين والاسرائيليين، في اطار الجهود الحثيثة التي تبذلها الادارة الاميركية. من جانبها، اعلنت الادارة الاميركية انها تجري "مفاوضات ختامية مكثفة" لكنها اعتبرت ان الوصول الى اتفاق ما يزال امراً يحيط به الكثير من الشك. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن: "نحن نجري مفاوضات ختامية مكثفة في شأن المقترحات الاميركية التي ترمي الى اعادة عملية السلام الى مسارها". واستدرك قائلاً: "لكننا لا ندري هل سيكون النجاح ثمرة هذا … نحن مستمرون في تحقيق تقدم كاف لتبرير اداء مزيد من الجهد. لكن هل سنحقق النجاح سؤال يحيط به كثير من عدم اليقين في الوقت الراهن". عرفات الى الصين من جهة اخرى، اعلن امس ان الرئيس الفلسطيني سيلبي دعوة من القادة الصينيين لزيارة بكين الاثنين المقبل. وافادت مصادر فلسطينية ان عرفات سيلتقي خلال الزيارة التي تستغرق 3 ايام، الرئيس جيانغ زيمين وكبار المسؤولين في قيادة الدولة والحزب، للبحث في "مستجدات عملية السلام المتعثرة والعلاقات الثنائية". واضافت ان عرفات وزيمين سيوقعان على اتفاقات مشتركة في مجالات اقتصادية وثقافية في اطار التعاون المشترك. يذكر ان الصين قدمت الى السلطة الفلسطينية دعماً مالياً يقدر بپ13 مليون دولار منذ انشاء السلطة، استخدم في تنفيذ مشاريع تطويرية ومساعدات طبية.