انتهت المحادثات التي اجرتها ادارة الرئيس بيل كلينتون مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من دون ظهور ما يشير الى ان مواقف الطرفين قد اقتربت من بعضها البعض. في غضون ذلك ظهرت مؤشرات الى ان المسؤولين الاميركيين يفكرون في طرح افكارهم ومقترحاتهم لحل الازمة علانية، منتقلين بذلك من لعب دور "الوسيط" الى لعب دور "الشريك" اذا صح التعبير. وحاول السيد حسن عبدالرحمن مندوب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن عضو الوفد اعطاء الانطباع بأن هدف محادثات يومي الثلثاء والأربعاء الماضيين هو التشاور وإعطاء ردود على المقترحات الاميركية التي عرضها كلينتون على الرئيس ياسر عرفات لدى زيارته الاخيرة لواشنطن، وتلك التي عرضتها وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت على الزعيم الفلسطيني خلال جولتها الاخيرة في المنطقة. وقال عبدالرحمن ان الجانب الاميركي يُدرك تماماً ان عملية السلام في خطر وبأنها مهددة بالانهيار "ويبدو انهم يفكرون جدياً في طرح فكرة التحول من دور الوسيط الى دور الشريك في عملية السلام". وأضاف ان الجانب الاميركي طرح في محادثات واشنطن الاخيرة "بعض الافكار المتعلقة بالنسب والألية ومفهوم وقف الاجراءات الاحادية الجانب"، مشيراً الى ان الجانب الفلسطيني "قدم ردوداً" على الافكار الاميركية مركزاً على ضرورة عدم تجاوز المرجعيات، وعلى ان اي اقتراحات اميركية يجب ان ترتكز على العناصر الآتية: "اتفاقات اوسلو، ورسالة وزير الخارجية الاميركي السابق وارن كريستوفر الى عرفات في شأن اعادة الانتشار بعد اتفاق الخليل، ومحضر المنسق الاميركي لعملية السلام السفير دنيس روس بعد اتفاق الخليل". وزاد عبدالرحمن ان رسالة كريستوفر تحدثت عن ثلاث مراحل لاعادة الانتشار الاسرائيلي من الضفة الغربية، مشيراً الى ان اتفاق اوسلو حدد المساحة المطلوب من اسرائيل الانسحاب منها، وهي كل الضفة الغربية باستثناء ما هو مؤجل الى المرحلة النهائية، اي القدس والمستوطنات والمواقع العسكرية، ومساحة هذه لا تتجاوز عشرة في المئة. وأوضح المسؤول الفلسطيني ان الجانب الاميركي بحث في هذه القضايا من الناحيتين السياسية والقانونية وقال لرئيس الوفد الفلسطيني الدكتور صائب عريقات: "هذه وجهة نظركم، لننظر الآن الى وجهة نظر الطرف الآخر". ولم تقدم الادارة حتى الآن اي نسب محددة تتعلق باعادة الانتشار، لكنها ملتزمة برسالة كريستوفر التي تتحدث عن المراحل الثلاث. وقال عبدالرحمن ان الاجتماع الثلاثي الذي ضم روس وعريقات ورئيس الوفد الاسرائيلي داني نافيه بعد ظهر الاربعاء كان قصيراً ولمدة 15 دقيقة وخُصص للبحث في المسائل المتعلقة بالاتفاق الانتقالي ومنها قضايا المطار والمرفأ والمنطقة الصناعية والممر الآمن. واعترف بأن محادثات واشنطن لم تؤد الى نتائج محددة، وانما كانت جزءاً من المشاورات التي ستستأنف في لقاءات اخرى لم يُحدد موعدها ومكانها حتى الآن. وقال ان المبادرة التي تدرس واشنطن القيام بها لم تُحدد كل عناصرها او موعد اعلانها. وقال المفاوض الفلسطيني حسن عصفور ان الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي اتفقا على استئناف المفاوضات بينهما في المنطقة خلال الاسبوع المقبل لمشاركة السفير الاميركي في تل أبيب ادوارد ووكر. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن اعلن ان اللقاء الفلسطيني - الاسرائيلي - الاميركي مساء اول من امس في واشنطن لم يسفر عن "اي تقدم مهم". وفي السياق نفسه، قال عريقات في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة "فرانس برس" قبيل مغادرته واشنطن: "ان المحادثات التي اجريناها في مقر وزارة الخارجية الاميركية مع الوفد الاسرائيلي وبحضور روس انتهت من دون تحقيق تقدم يذكر على صعيد المفاوضات وقدم الاسرائيليون وعوداً بتفعيل اعمال اللجان التفاوضية الفرعية". وأوضح عريقات ان الوفد الفلسطيني عقد خلال زيارته الى واشنطن اربعة اجتماعات مع المسؤولين الاميركيين تم خلالها البحث خصوصاً "في الافكار الاميركية التي قدمتها اولبرايت" خلال لقائها. وقال: "طلب الاميركيون رأي السلطة الفلسطينية فيما وصفوه بالافكار غير النهائية التي قدمتها اولبرايت ... وأبلغناهم ان اي مقترحات تقدم ينبغي لها ان تستند الى المرجعيات المتفق عليها علماً ان 75 في المئة من هذه المرجعيات هي اميركية". وأضاف: "ابلغنا الاميركيون انهم بعد ان استمعوا الى موقفنا والى موقف الجانب الاسرائيلي، سيعملون على وضع افكار اميركية مشيرين الى انه بسبب الوضع الذي تعيشه العملية السلمية لا ينبغي ان يمر وقت طويل قبل بلورة هذه الافكار بشكل رسمي ونهائي".