رد رئيس بلدية طهران غلامحسين كرباستشي في شكل مفصل على كل الاتهامات التي أثارها القاضي حجة الاسلام محسني ايجئي في الجلسة الثالثة العلنية لمحاكمة رئيس البلدية امس، واعتبر ان المحاكمة "سياسية"، مشيراً الى ان ملف البلدية "فتح بالتحديد بعد الانتخابات الرئاسية" العام الماضي، التي فاز فيها الرئيس محمد خاتمي ومني خلالها مرشح المحافظين بهزيمة قاسية. وانتقد كرباستشي جمع القاضي بين صفته هذه وصفة الادعاء العام "في غياب هيئة محلفين". وأجلت الجلسة المقبلة التي كانت مقررة الاحد المقبل الى 25 حزيران يونيو الجاري. وعزا القاضي ذلك الى عدم تضارب المحاكمة ورغبة الرأي العام في متابعتها مع متابعة المباراة "الحساسة" بين الفريق الايراني لكرة القدم والفريق الاميركي في المونديال الاحد، علماً ان وزير الداخلية الايراني عبدالله نوري سيمثل الاحد امام البرلمان ليرد على استفسارات النواب ويخضع لاقتراع على الثقة به. واعتبر محسني اشارة عمدة طهران الى جمع الأول بين صفتي القاضي والمدعي العام "أبشع اساءة الى نظام الجمهورية الاسلامية وسلطته القضائية". واستؤنفت محاكمة كرباستشي في التاسعة صباح امس وحضرها مئات من الأشخاص. واللافت ان الاجراءات الأمنية كانت مشددة أكثر من الجلستين السابقتين، ولكن سمح لجميع الصحافيين والمراسلين الاجانب بحضور الجلسة. ومنع القاضي عمدة طهران من ترديد مقدمة دأب عليها منذ بدء محاكمته، من خلال ترديد دعاء وقراءة فقرات لأحد الرموز الدينية، كما جرى عندما استشهد بفقرات مطولة من خطاب للإمام الخميني. وبدأ كرباستشي مرافعته امس بدعاء "رب اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، رب انصرني على من ظلمني". وعندما هم بترديد كلام للامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، منعه القاضي من ذلك وقال له: "إننا في محكمة ولسنا في مسجد، وليس المقام مجالاً لنتخذه منبراً للوعظ" وزاد ان "وقت المحكمة ثمين". واتخذ كرباستشي ذلك ذريعة ليُذكر ان القاضي الذي ينظر اليه على أنه أحد وجوه اليمين المحافظ منعه من "ذكر نصائح الإمام علي للقضاة وتحديده شروط القاضي". وأشار الى "مشكلة عدم وجود هيئة تحكيم أو محلفين" وخاطب ايجئي قائلاً: "أنت القاضي والإدعاء العام". وتساءل بانفعال: "هل يسمح الشرع الاسلامي بأن يكون القاضي هو نفسه الادعاء في وقت واحد؟" فرد ايجئي مشدداً على ان القانون الذي عُدل وبات يسمح للقاضي بأن يكون في الوقت ذاته جهة الادعاء هو "قانون شرعي طالما صادق عليه مجلس صيانة الدستور المؤهل لتحديد مدى انسجام القوانين مع الشريعة الاسلامية والدستور". وبعد نحو ساعتين من التجاذب وتوجيه التهم والرد عليها، حرص كرباستشي على ان يبرز للحضور والرأي العام الذي تابع المحاكمة مباشرة عبر الاذاعة والتلفزيون، ثقته في نفسه و"بطلان كل التهم خصوصاً ان غموضها بات أكيداً وغالبيتها مبهمة". وخاطب محسني مرات: "الأكيد انكم ستحكمون بالبراءة في نهاية المطاف". وشدد على ان "المحاكمة مكيدة سياسية وهي من آثار الانتخابات الرئاسية". ومعروف ان كرباستشي الذي يتزعم تيار "كوادر بناء ايران" المعتدل كان قدم دعماً ملموساً لخاتمي في حملة الانتخابات. لكن القاضي محسني نفى ذلك بشدة وعدّد الاتهامات وناقشها بالتفصيل مع كرباستشي. ومثل أمام المحكمة الشاهد الأول المساعد السابق لرئيس البلدية محمد قبي الذي سجن العام الماضي واكد انه تعرض لتعذيب جسدي ونفساني. وعندما سأله القاضي عن قضية محددة أراد ان يقدم لإجابته بالتذكير بما تعرض له العام الماضي ليؤكد ان اعترافاته ضد كرباستشي لم تنتزع منه بالطرق العادية. لكن القاضي أمره بتقديم إجابة محددة، ثم طلب منه العودة الى مقعده من دون ان يدلي بشهادته. ويعتقد ان المحاكمة ستستمر أسابيع، خصوصاً ان كرباستشي أصر امس على ضرورة استجواب وزير الداخلية السابق علي محمد بشارتي، واستجاب القاضي الطلب