ردَّ رئيس الجمهورية اللبنانية الياس الهراوي أمس على بيان نقابتي الصحافة والمحررين في لبنان الذي اعتبر صفعته لأمين سر نقابة الصحافة رئيس تحرير مجلة "الشراع" الزميل حسن صبرا سابقة "لا مجال للتهاون فيها"، بنية طرح ما تضمنه البيان على جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد اليوم، الامر الذي يهدد بتحول الازمة من مشكلة بين النقابتين والهراوي الى موضوع تجاذب داخل مجلس الوزراء ايضاً. وأخضع هذا الامر جلسة اليوم الى احتمال التأجيل الذي سيحسم سلباً او ايجاباً قبل ظهر اليوم. وقال وزراء قريبون من الهراوي ان احدهم قد يطلب في جلسة اليوم ان يتخذ مجلس الوزراء موقفاً مما اعتبره مساً بمقام الرئاسة في بيان النقابتين الذي كان تساءل كيف يعتمد "اعلى مرجع في الدولة اسلوب الاقتصاص الشخصي" ورأى انه "يكبر بالاعتذار". ويتخوف ان يؤدي طرح القضية على مجلس الوزراء الى تفاعلات سياسية شبيهة بتلك التي حصلت في قضية الزواج المدني ما شجع على اعادة تحريك المساعي لإيجاد مخارج للاشكال. وفيما استغربت مصادر الهراوي صدور بيان النقابتين، "لأن مشكلتي ليست مع الصحافة"، قالت مصادر النقيبين محمد البعلبكي وملحم كرم، انهما اخّرا صدور البيان اول من امس حتى اللحظة الاخيرة في انتظار مبادرة لم تأت من رئيس الجمهورية لعل سعاة الخير يقنعونه بإنهاء الاشكال، لكن الرئيس هو الذي رفض ذلك...". واجتمع رئيس الحكومة رفيق الحريري مساء امس مع الهراوي في محاولة منه للدخول على خط المعالجات ووضع حد لتفاعلات الصفعة التي تمت في منزل نائبه وزير الداخلية ميشال المر الذي كان التقى الحريري قبل الظهر في حضور وزير الاعلام السيد باسم السبع. الا ان اجتماع الحريري مع الهراوي لم ينته الى اي نتيجة لأن رئيس الجمهورية اصر على موقفه ورغبته في طرح القضية على جلسة اليوم، وقالت مصادر رسمية ان رئيس الحكومة اقترح مخارج عدة بينها ان يقوم النقيبان البعلبكي وكرم باصطحاب صبرا الى القصر الجمهوري لمعالجة الاشكال لكنها لم تلقَ التجاوب. وفضلاً عن ان الاشكال صار حديث الصالونات وبات يأخذ من وقت المسؤولين الكثير بالمقارنة مع غيره من القضايا الملحة، فإنه اخذ يتحول مادة اعلامية سياسية في العلاقة بين اركان الحكم. واضطر الرئيس الهراوي الى الاتصال بالرئيس الحريري صباح امس لنفي انباء نُسبت الى مصادر القصر الجمهوري عن ان ما حصل في قضية الزميل صبرا "لعبة الحريري" ونفى الهراوي لرئيس الحكومة "هذه المزاعم" مؤكداً له ان نفياً سيصدر عن القصر لهذه التسريبات