سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اجتماع لنقابتي الصحافة والمحررين ورهان على مبادرة من رئيس الجمهورية . الإشكال بين الهراوي وصبرا يتفاعل في انتظار معالجته . بعلبكي وكرم يزوران بعبدا في محاولة لتطويقه
تكثّفت الإتصالات السياسية والنقابية ليل اول من امس وطول يوم امس لتجاوز الإشكال الذي حصل بين رئيس الجمهورية الياس الهراوي وأمين سر نقابة الصحافة اللبنانية رئىس تحرير مجلة "الشراع" الزميل حسن صبرا، اثناء وجودهما في بلدة بتغرين المتن الشمالي في دارة نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر لتعزيته بوفاة والدته، ولتطويق ذيوله ومضاعفاته بعدما انتشر بين اللبنانيين وراحوا يتناقلون اسبابه والروايات المتنوعة عن طريقة حصوله. ومما استدعى التحرك السريع لمنع تفاعل الإشكال مبادرة نقيبي الصحافة محمد البعلبكي والمحررين ملحم كرم بدعوة مجلسي النقابتين الى عقد اجتماع طارئ ظهر اليوم في نقابة الصحافة للنظر فيه وتحديد موقف منه. واستباقاً للإجتماع تابع امس بعلبكي وكرم تحركهما لتطويق الإشكال استكمالاً لجهود باشراها فور تلقيهما معلومات عنه، خصوصاً ان الرؤساء الثلاثة اجروا اتصالات بهما. وفي معلومات "الحياة" ان الوزير المر شارك في الاتصالات مع بعلبكي وكرم. وكان تلقى اتصالين من رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري في محاولة لوضع حد للإشكال على قاعدة تسوية المشكلة الطارئة بين الرئيس الهراوي والزميل صبرا. وتمنى النقيب بعلبكي من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ان تسهم في إنهاء الإشكال في وقت توجّه الأول ومعه كرم الى زيارة الزميل صبرا في منزله واستمعا منه الى تفاصيل ما حصل. ومن منزل الزميل صبرا، توجه بعلبكي وكرم الى اليرزة للإجتماع مع الرئىس الهراوي في منزله واستمر اللقاء اكثر من ساعة في محاولة لتأمين اتصال بينه وبين رئىس تحرير "الشراع" لإنهاء المشكلة على نحو يسمح بتخفيف رد فعل اعضاء نقابتي الصحافة والمحررين تمهيداً لقيامهم بزيارة للقصر الجمهوري في بعبدا، ويكون بينهم الزميل صبرا. وشارك ايضاً في الاتصالات وزير الإعلام باسم السبع الذي نقل عنه ان لا مصلحة لأحد في تكبير المشكلة وأن تطويقها يحتاج الى علاج سريع. إلا ان الجهود الصباحية التي قام بها بعلبكي وكرم لم تسفر عن نتائج عاجلة نظراً الى تضايق رئيس الجمهورية من بعض ما كتب او نقل عن الحادث. وأثناء الإتصالات أصرّ رئىس الجمهورية على روايته عن الحادث، وقال "لم اكن في وارد التعاطي مع صبرا لحظة دخوله الصالون لتقديم التعازي الى الوزير المر. فالتفتُ الى من يجلس بجانبي وأخذت اتحادث معه، لكن صبرا بحسب ما ابلغ الرئيس الهراوي الى المتصلين للإستفسار عن الحادث تجاهلني واستفزّني، قبل ان يقترب مني ليسلّم عليّ، فما كان مني إلا ان قلت له: اعمل معروف وفلّ من هون اذهب من هنا. وأنت كنت كتبت عني مقالاً تحت عنوان: يا رايح كتّر القبائح". ومع ان الرئيس الهراوي رفض الدخول في التفاصيل، لكنه اشار الى ان صبرا "حاول ان يعطيني درساً كيف يجب ان اتصرّف، وهذا ما لا اقبله خصوصاً انه هاجمني في السابق وأنا كرامتي، سواء كنت رئىساً او شخصاً عادياً، تبقى فوق كل اعتبار"، قائلاً بأنه "صفعه" بعد السجال الذي دار بينهما. وفي المقابل، بدا الزميل صبرا كأنه ليس في وارد تكبير المشكلة وهذا ما سمعه منه النقيبان بعلبكي وكرم وعدد من المواطنين الذين توافدوا الى منزله للإستفسار عن حقيقة ما حصل. ونقل عن صبرا قوله "ما ان انتشر الخبر، وكنت في طريقي الى منزلي، حتى تلقيت اتصالات كانت ابرزها من الرئىس بري الذي صُدم لما حصل وأعرب عن اسفه ودعاني الى التهدئة، ومن الرئىس الحريري الذي عدت وزرته في منزله وتمنى عليّ عدم تكبير المشكلة وتركها للمعالجة الهادئة وطلبا صراحة من النقيبين بعلبكي وكرم التعاون للتوصل الى نتيجة سريعة تنهي الإشكال". وأضاف "كنت ادرس تقديم دعوى والاحتكام الى القضاء اللبناني. وتشاورت مع عدد من الأصدقاء المحامين، وأنا يهمني في الدرجة الأولى ان يبادر فخامته الذي أكنّ له كل احترام وتقدير بتسوية المشكلة لأني لست السبب في حصولها". وتابع "ان الرئىس الهراوي هو رئىس لكل اللبنانيين، وسواء كنت صحافياً او مواطناً عادياً، فأن تصرّفه معي لم يكن مقبولاً، وأنا عندما دخلت لم أكن اعرف ان فخامته موجود في الصالون للتعزية، وبالفعل كنت اهمّ بدخول صالون آخر لاعتقادي ان التعزية هناك ولكثرة المعزّين". ولفت الى ان احد الاشخاص اقترب منه وقال له "استاذ حسن التعزية في الصالون الثاني، عندها دخلت وصافحت الوزير المر معزياً، وفي هذه الاثناء -وأنا صادق في ما اقول- تنبّهت الى وجود فخامة الرئىس، فاقتربت منه معزياً لكنه طلب مني الابتعاد رافضاً مصافحتي. وكان جوابي، بعدما كررت التعازي وكرر فخامته بدوره الطلب مني "الذهاب من هنا": انت رئىس لكل لبنان ولا يجوز ان تتعاطى معي بهذا الأسلوب". وأكد صبرا، في معرض روايته لما حصل، ان "فخامته خاطبني بقوله: انت بدّك تعلّمني كيف يجب ان اتصرّف وكنت تعرّضتَ لي في مقال بعنوان "يا رايح كتّر القبايح"، فكيف تكتب كلاماً كهذا؟ اذهب من هنا". وتابع "في هذه الاثناء دفعني بيده، فما كان من الوزير المر إلا ان فصل بيننا، وأخرجني عدد من مرافقي الرئيس الهراوي من الصالون". وكشف صبرا ان سجالاً دار بينه وبين نجل الرئيس الهراوي رولان "الذي احتج على طريقة التصرّف مع الرئىس، وكان جوابي له: تصرّفت معه كرئىس للجمهورية وأنا احترم المؤسسات ولكن عليك ان تسأل لماذا تم التصرف معي هكذا؟". وزاد صبرا "في هذه الاثناء، خرج الوزير المر الى الباحة الخارجية لدارته واصطحبني الى احدى الغرف لتطييب خاطري وقال لي انه لا يقبل ما حصل ولكن لا بد من معالجة المشكلة ولا يجوز ان تطول". وأكد ان المر تعاطى معه بكل ايجابية واعتذر منه، "وكنت اظن ان المشكلة ستسوّى، وانتظرت في الغرفة ولم اغادرها إلا فور عودته، بعدما ودّع الرئيس الهراوي". ورداً على استفسارات الزوار قال صبرا: "انا كتبت مقالاً حددت فيه رأيي من الزواج المدني وما كتبته كنت ناقشته مع احد المقرّبين من فخامته وقلت له لا يجوز ان يطرح الرئىس الهراوي موضوعاً يشكل مادة خلافية وهو الذي حقق انجازات كبيرة لا يمكن احداً تجاهلها بصرف النظر عن موقفه". ورفض صبرا الدخول في تفاصيل السجال الذي دار بينه وبين الهراوي، لكنه اجاب على ما اخذ يتردد انه تجاهل رئىس الجمهورية واستفزّه، فقال "انا تقدمت منه لتعزيته وهذا من واجبي ما دام موجود في الصالون ولم اقصد من كلامي اي شيء آخر على عكس ما اخذ البعض يشيعه. حتى ان الذين صودف وجودهم شاهدوا بأم العين التفاصيل وأترك لهؤلاء ان يحكموا على ما حصل". واللافت ان صبرا ابدى تجاوباً مع الجهود الناشطة لتطويق الإشكال وهذا ما ابلغه الى جميع الذين اتصلوا به، وكان صارح به نقيبي الصحافة والمحررين اللذين اخذا على عاتقهما معالجة الموضوع، بدعم من الرئىسين بري والحريري ونائبه ووزير الاعلام، لكنه رأى "ان لملمته تحتاج الى مبادرة من فخامته. وأنا على استعداد للتجاوب الفوري، ولا مانع لديّ من الذهاب برفقة مجلسي النقابتين، فور انتهاء الاجتماع، الى بعبدا، لكنني لا اقبل بلفلفة الموضوع وبحل لا يحفظ كرامتي وأترك الأمر للنقابتين وأعتقد انهما تشاركاني في الرأي". وفي هذا السياق، كان صبرا يروي تفاصيل ما حصل متجنباً التعرّض لرئيس الجمهورية ومبدياً استجابة لجهود التهدئة، ومعتبراً ان الإشكال يزول بمجرد مبادرة من الهراوي. ثم ان نقيبي الصحافة والمحررين يحاولان إزالة سوء التفاهم وفي اقصى سرعة قبيل موعد انعقاد الاجتماع الاستثنائي للنقابتين، لأن ليس في وسعهما إلا التضامن مع الزميل صبرا، وإن كانا يبقيان مداولاتهما في شأن الحلول المطروحة بعيدة من متناول الإعلام رغبة منهما في إعادة العلاقة الى مجراها الطبيعي وكي لا يتحول الأمر سابقة في العلاقة بين الرئاسة والنقابتين، خصوصاً ان تعذّر الحلول سيؤدي الى تفاقم المشكلة وسيدفع بهما الى اتخاذ موقف لا تريدان الوصول اليه وتسعيان الى ترطيب الأجواء شرطاً لحصرها في اطارها النقابي.