أكد "حزب الله" أمس ان اسرائيل ستطلق قريباً عشرات المعتقلين في سجن الخيام في "الشريط الحدودي" المحتل في جنوبلبنان وفي السجون الاسرائيلية، وتسلم جثث عدد من شهداء "المقاومة" في مقابل اشلاء جندي اسرائيلي قتل في جنوبلبنان اثناء عملية فاشلة نفذها الجيش الاسرائيلي في أيلول سبتمبر الماضي. في مقابل ذلك جدد المندوب الدائم للجنة الدولية للصليب الاحمر جاك فريزار تحركه في اطار الوساطة التي يتولاها بين اسرائيل ولبنان لهذا الغرض. فقابل رئيس الحكومة رفيق الحريري، وكان متوقعاً ان يلتقي مساء امس الأمين العام لپ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لاستكمال البحث في هذا الشأن، لكن اللقاء تأجل في اللحظة الاخيرة. وقالت مصادر "حزب الله" ان السبب هو انه كان مطلوباً من الوسيط الدولي ان يأتي بأجوبة عن ثلاثة اسئلة، لم يحمل شيئاً جديداً في شأنها. ورفضت الافصاح عن طبيعة هذه الاسئلة. لكن مصدراً حكومياً لبنانياً قال لپ"الحياة" ان "تقدماً كبيراً حصل، والموضوع يحتاج بعض الوقت". وكان مصدر في "حزب الله" اكد لوكالة "فرانس برس" قرب حصول عملية التبادل، فيما أكد مصدر معني بالامر لپ"الحياة" "ان شيئاً عملياً يحصل في هذا الصدد قبل عشرة ايام". وأضاف المصدر في "حزب الله": "الاتفاق سيتم التوصل اليه قريباً. واسرائيل كانت اقترحت بادئ ذي بدء تبادل رفات واطلاق 30 مقاتلاً لكننا نجحنا خلال المفاوضات في زيادة العدد في شكل ملحوظ" لكنه رفض اعطاء ارقام. وأشارت "اذاعة النور" الناطقة باسم "حزب الله" في بيروت الى "حصول تقدم كبير في المفاوضات الدائرة في شأن الافراج عن المعتقلين في سجون اسرائيل والخيام". وأكدت ان "هذه العملية تنتظر وضع اللمسات الاخيرة والتوافق على بعض التفاصيل"، مشيرة الى ان "الموضوع مرهون بمدى تجاوب اسرائيل". ونسبت الاذاعة الى مصادر معنية بعملية التبادل انها "ستشمل 40 - 50 لبنانياً معتقلين في السجون الاسرائيلية داخل فلسطين ومعتقل الخيام اضافة الى نحو 40 جثة شهيد للمقاومة". وكان التلفزيون الاسرائيلي بث ليل اول من امس ان اسرائيل ستبادل قريباً عشرات من السجناء اللبنانيين ورفات عشرات المقاتلين اللبنانيين برفات جندي اسرائيلي. ونقل عن مصادر عسكرية ان "عملية التبادل ستتم خلال ايام بعد مفاوضات غير مباشرة مثمرة مع حزب الله". وأوضح ان "اسرائيل قبلت بأن تدفع ثمناً باهظاً جداً لاستعادة رفات الجندي"، وان عملية التبادل لن تشمل زعيمين لپ"حزب الله" معتقلين في اسرائيل هما الشيخ عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني". وكان الامين العام للحزب السيد نصرالله اكد ان "اسرائيل ترفض كلياً ان يشمل التبادل هذين السجينين، اضافة الى السجينة سهى بشارة التي حاولت اغتيال قائد "جيش لبنانالجنوبي" اللواء أنطوان لحد، في حديث تلفزيوني له ليل الاربعاء الماضي. لكنه اشار الى ان التبادل يشمل جثة نجله هادي الذي سقط في عملية كانت تنفذها المقاومة ضد الاسرائيليين في أيلول الماضي ايضاً. من جهة ثانية، اعترف مصدر عسكري اسرائيلي بإصابة جندي اسرائيلي هو الثاني خلال 24 ساعة، بشظايا قذيفة هاون بينما كان يشارك في دورية في القطاع الشرقي. وقتل جنديان من الكتيبة النيبالية العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية في جنوبلبنان وأصيب آخران بجروح لدى انقلاب شاحنة كانت تقلهم على طريق زبقين - الحنية. وعلمت "الحياة" ان من اسباب تأخر انجاز الاتفاق على عملية التبادل ان الموفد فريزار لم يحمل من اسرائيل اسماء اربعة شهداء للمقاومة كانت طالبت بأن يشملهم الاتفاق، لاسترداد رفاتهم وان الجانب اللبناني اصرّ على ان تضمهم لائحة الاسماء التي يتم التداول بها.