أكدت الاجهزة الامنية الجزائرية امس ان زعيماً لجماعة اسلامية مسلحة في العاصمة الجزائرية، هو محمد قبايلي الملقب ب "الأمير العياشي"، بين القتلى الذين سقطوا ليل الاثنين - الثلثاء، في مواجهات مع قوى الامن. وقتل "العياشي" خلال العملية على مبنى يقع بين باب الزوار وبرج الكيفان على بعد عشرة كيلومترات من وسط العاصمة. وافاد بيان رسمي ان العملية اسفرت عن مقتل اربعة اشخاص بينهم امرأة في صفوف المجموعة المسلحة. واضاف ان طفلين كانا بين ايدي "المجموعة المسلحة" قتلا في الهجوم كما قتل عنصر من القوات الامنية، وجرح عنصران آخران. واوضح البيان انه تم التعرف على قبايلي الذي "نظم وارتكب جرائم عدة"، بينها "جرائم" رايس وبن طلحة حيث قتل اكثر من 400 قروي في العام الماضي. وكانت الصحف الجزائرية نشرت اخيراً ان "العياشي" عيّن زعيماً للجماعة الاسلامية المسلحة في العاصمة خلفاً لحسين فليشا الذي انضم الى حسن حطاب الزعيم المنشق عن الحركة. واجمعت التقارير الصحافية في الجزائر استناداً الى المصادر الامنية، ان القضاء على هذه المجموعة "يعدّ انتصاراً كبيراً لمصالح الامن". وترى اوساط سياسية ان المجموعتين اللتين استهدفتهما العمليات الامنية الاولى في باب الزوار قرب مطار هواري بومدين والاخرى قرب نادي الصنوبر كانتا تودان بعمليات كبيرة داخل العاصمة. ويذهب بعض الاوساط الى ان هناك مجموعات تقدر مصالح الامن عددها ما بين 15 و30 عنصراً تكون قد تسللت الى العاصمة. ولاحظت هذه الاوساط تشابهاً بين طريقة عمل هذه المجموعات وجماعة "الفداء" خصوصاً لجهة استخدام الطرق والاساليب ذاتها في التسلل داخل الاحياء الشعبية، وتكون عادة برفقتها امرأة حتى لا تثير الشبهات، على رغم ان هذه الجماعة نفت مثل هذه الانباء مؤكدة تمسكها بالهدنة. ويتوقع ان يزداد التصعيد الامني، مع الاقتراب من الاحتفال بالذكرى ال 36 لعيد الاستقلال في 5 تموز يوليو المقبل، خصوصاً انه يتوقع ان تعطي السلطات لهذه الاحتفالات اهمية خاصة. ولا يستبعد ان تعلن خلالها عن قرارات لتدعيم قانون الرحمة، وتمكين الجيش الاسلامي للانقاذ من الالتحاق بالمؤسسة العسكرية . وترى اوساط سياسية اخرى، ان بدء العمل بقانون التعريب في عيد الاستقلال، قد يحدث "تصعيداً" آخر، بدأته وسائل الاعلام في حق المكلف بالتعريب على مستوى رئاسة حكومة. وكان الموضوع محور نقاش داخل مجلس الوزراء امس، بعدما اعلنت احزاب لائكية قبائلية عن تحفظها عن التعريب، بل ان المحافظة السامية للأمازيغية اعتبرت التعريب مساساً بمصالح اللغة الأمازيغية، في حين دعا المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني الى مراعاة المصالح في عملية تعميم استخدام اللغة العربية. الى ذلك ذكرت صحيفة "الخبر" انه تم القضاء على 10 مسلحين الاثنين الماضي في منطقة حمام كسانة جنوب البويرة، بعد مطاردة استخدمت فيها الطائرات. وقالت ان المسلحين قدموا من ولاية برج بوعريرج القريبة من البويرة. على صعيد آخر اصدرت محكمة الجنايات في محافظة الجزائر مساء اول من امس احكاماً بالسجن تراوح بين 5 و6 سنوات على 9 نساء متهمات بالانتماء الى جماعة مسلحة.