تركزت المساعي الأميركية والروسية والدولية الأخرى في الضغط على الطرفين الصربي والألباني للتخفيف من نزوعهما الى الخيار العسكري في حسم أزمة كوسوفو. ووجه المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك تحذيرات شديدة الى الطرفين أكد فيها ان أوروبا "أصبحت على بعد خطوات من الحرب الدامية في اقليم كوسوفو". ودارت أشد المعارك أمس الاثنين في ضواحي بلدتي كييفو وبيلاتشيفاتس وسط الاقليم اللتين يحاصرهما جيش تحرير كوسوفو، فيما استخدمت القوات الصربية الدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ والطائرات العمودية لإبعاد المقاتلين الألبان عنهما. كما شهدت قرى بانتينا 25 كيلومتراً غرب بريشتينا وفيليكاسلاتينا 15 كيلومتراً جنوب غربي بريشتينا وبوبافيتس ولوجيتسا ومليتشاني وسط الاقليم معارك ضارية. وذكر شهود ان قوات كبيرة من الجيش والشرطة والميليشيات الصربية وصلت الى الاقليم واتخذت مواقع لها قرب مناطق المواجهات استعداداً لشن هجوم واسع ضد تحصينات المقاتلين الألبان. الى ذلك أفاد ديبلوماسيون غربيون في بلغراد ان الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش "حشد قوات عسكرية كبيرة في كوسوفو استعداداً لشن هجوم كاسح على المقاتلين الألبان". من جهة أخرى، يواجه الزعيم الألباني المعتدل ابراهيم روغوفا ضغوطاً شديدة من مواطنيه بسبب التزامه النهج السلمي، وأسس منشقون عن حزبه "الاتحاد الديموقراطي لألبان كوسوفو" حزباً جديداً باسم "الحركة الديموقراطية الألبانية" برئاسة رجب تسوشيا وصفها المراقبون بأنها "الواجهة السياسية لجيش تحرير كوسوفو". واعتبر المسؤول الإعلامي لجيش تحرير كوسوفو ياكوب كراسنيجي الزعيم السياسي روغوفا بأنه "يفتقد الى الصدقية السياسية وغير مؤهل للاشراف على المقاتلين بعدما قطع منذ أمد بعيد كل صلة له بالشعب الألباني". واعتبر هولبروك ان القنوات التي فتحت مع قادة جيش تحرير كوسوفو تهدف الى "منع تفجر الأوضاع الى حرب شاملة". وذكرت صحيفة "ناشابوربا" المستقلة الصادرة في بلغراد أمس ان مسؤولين كبارا في وزارة الخارجية الروسية على اتصال دائم مع ميلوشيفيتش "ضمن الجهود الدولية الرامية لاحتواء الوضع الخطير في كوسوفو" وجددت روسيا رفضها التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي من دون تفويض مجلس الأمن. وبحث وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا أمس في لوكسمبورغ سبل تهدئة الوضع في كوسوفو من خلال الضغط على الطرفين الصربي والألباني لتنفيذ قرارات الاتحاد ومجموعة الاتصال الدولية، وقال وزير الخارجية الألماني كلاوس كينكل "ان الوضع يزداد مأسوية في كوسوفو".