يشهد الجسم الصحافي اللبناني هذه الأيام خلافاً حاداً بين رئيس تحرير جريدة "الشرق" عوني الكعكي ورئيس مجلس ادارة شركة "النهضة" مالكة جريدة "الديار" شارل أيوب، بلغت ذروته باقامة الأول دعوى قضائية على الثاني وخروج المشكلة الى العلن اذ طرحت على طاولة البحث في مجلس نقابة الصحافة ومن خلال افتتاحية كتبها أيوب أمس في "الديار" قال فيها "ان السجن لا يخيفني". وفي تفاصيل "الخلاف" ان الكعكي كان عائداً وزوجته ليل الجمعة - السبت 20-21 شباط فبراير الماضي من سهرة عائلية في منطقة كسروان، فاعترضته اكثر من سيارة وفي احداها أيوب ومجموعة من الشبان. وروى رئيس تحرير "الشرق" ان زميله تهجم عليه ووجه إليه تهديدات اليه وقال له ان وجود زوجته معه هو الذي حال دون تطور الموقف. وبقي هذا التلاسن بعيداً من الأضواء الاعلامية لكنه بلغ مسامع المسؤولين السياسيين، ثم أُدرج في جدول اعمال مجلس نقابة الصحافة الذي انعقد الخميس الماضي، بناء على طلب الكعكي، أحد أعضائه. وأصدر المجلس بياناً تجنب فيه ذكر اسم أيوب، بعدما كان النقيب محمد بعلبكي كلف عضو المجلس حسن صبرا الاتصال بالجانبين لمعرفة الوقائع. واكتفى المجلس بالقول ان الكعكي اطلعه على "تفاصيل الحادث المؤسف فأدلى بها مشفوعة بما سبق ان تلقاه من تهديدات صريحة بالقتل". واعتبر ما حدث "سابقة خطرة للغاية". واستنكر "ما تعرض له الكعكي من تهديد صريح بالقتل لم ينكره مرتكبوه"، واعلن "تضامنه معه معتبراً أنه "اعتداء على الجسم الصحافي بأكمله". وحذر "كل من تسول له نفسه اللجوء الى مثل هذا الاعتداء من أنه لا يمكن ان ينجو من أقسى العقاب القانوني، فضلاً عن العقاب المعنوي. واعتبر "القضاء وحده مرجعاً من دون سواه للفصل في اي نزاع فكيف اذا كان الأمر يتعلق بالصحافة وأهل الصحافة". ودعا المراجع القضائية المعنية الى "ايلاء الشكوى التي تقدم بها الكعكي كل ما تستحقه من اهتمام". وكلف محامي النقابة الانضمام الى محامي الادعاء الشخصي في الدعوى التي اقامها صاحب "الشرق". ونشرت "الديار" بيان النقابة في الصفحة الأولى، وأسفت في تعليق حمل توقيع الصحيفة ونشر في الصفحة نفسها لأن "البيان أخذ بوجهة نظر أحد الاطراف وتجاهل الطرف الآخر"، وكتب أيوب أمس افتتاحية في زاوية "حقيقة الديار" عنوانها "السجن لا يخيفني" قال فيها: "فرّق تَسد وسياسة اشعال النيران داخل البيت الواحد هي من الاستراتيجيات التي اتقنها الرئيس الحريري كي يسهل عليه حكم البلاد والاستئثار بالسلطة ...". ورأى أيوب ان الحريري "لجأ الى كل الأساليب لاسكات "الديار" وبعدما استنفد كل وسائله لجأ الى ... الدس على زميل صحافي من قبل زميل آخر ومن خلال مقالات الشتائم". وأخذ ايوب على نقيب الصحافة محمد البعلبكي رفضه "الاستماع الى وجهة نظري والقبول بحضوري الى مجلس النقابة". وقال: "لقد جرى استفزازي فرددت دفاعاً عن كرامتي وأنا اعلم تماماً ان الرئيس الحريري يريد مذكرة توقيف جاهزة لي خلال الأسبوع المقبل وغطى هذه المذكرة ببيان النقابة". وكان أيوب كتب سابقاً ان الكعكي هاجمه في "الشرق"، نظراً الى معارضة "الديار" سياسة الحريري. وقال انه سبق ان ابلغ النقابة ان "الكعكي يهاجمني في صحيفته وعلى النقابة التدخل"، وطالب "بأن يقارعني بالفكر السياسي لا بالتهجم الشخصي لكن النقابة لم تتحرك وهذا من خلفيات الاشكال الذي حصل بيننا".