أكدت مصادر مطلعة في صنعاء ان وزارة الدفاع اليمنية شيعت أمس في العاصمة 21 من أفراد الجيش سقطوا في المواجهات الأخيرة بين القبائل والقوات المسلحة في محافظتي مأربوالجوف، وسار في مقدم المشيّعين وزير الدفاع اللواء محمد ضيف الله، في غضون ذلك عاود رجال القبائل تخريب أنابيب النفط التي تمر في مناطقهم وفجروا أمس أنبوباً للنفط في حادث هو الثاني من نوعه خلال يومين والرابع منذ اندلاع الاشتباكات بينهم وبين قوات الأمن والجيش في محافظتي الجوفومأرب قبل اسبوع. وتزامنت هذه المواجهات مع الاحتجاجات على قرارات الحكومة برفع الاسعار في اطار برنامج الاصلاح الاقتصادي في البلاد، ولجأت بعض القبائل التي اعترضت على هذه القرارات الى قطع الطرق ومنع ناقلات النفط والغاز من مغادرة محافظة مأرب أو دخولها، الأمر الذي تسبب في أزمة كبيرة في الغاز، وراح المواطنون يصطفون في طوابير طويلة في انتظار الغاز. وكان رجال القبائل فجروا أنابيب للنفط تمر في مناطقهم أربع مرات منذ اندلاع الاحداث، آخرها أنبوب يمر في منطقة بين خولان ومأرب شمال شرقي صنعاء. كذلك نصبوا مكامن للدوريات العسكرية والأمنية ونقاط التفتيش. وواجهوا هذه القوات بأسلحة متنوعة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 27 جندياً وإصابة اكثر من 25 آخرين بجروح اضافة الى عدد من المدنيين. وكانت الانباء الواردة من مأرب اكدت سقوط خمسة قتلى في صفوف الجيش والأمن أمس إثر هجوم مباغت نفذته عناصر قبلية فجراً. كما قتل ثلاثة من العناصر المهاجمة. وقالت مصادر أمنية ان 13 جندياً من الذين شيعوا أمس قضوا في مكمن نصبه عدد من رجال القبائل عندما كان الجنود في شاحنة عسكرية في طريقهم الى مناطقهم لقضاء اجازتهم، ولم تكن في حوزتهم أي أسلحة. ووقع الهجوم الأخير في وقت توصلت السلطات المحلية مع عدد من مشائخ القبائل الى اتفاق على حل المشاكل العالقة وتجاوز اثار الأحداث بالطرق السلمية والقانونية. وفي هذه الاثناء، أكدت مصادر في السلطات المحلية في محافظتي مأربوالجوف "ان الصعوبات التي كانت تواجه قوات الأمن والجيش لإحكام سيطرتها على الأوضاع الأمنية في هاتين المحافظتين زالت وأن الوضع طبيعي ولا تشوبه سوى حالات طارئة لا تشكل خطراً". توضيح الشايف الى ذلك، أوضح الشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف شيخ مشائخ قبائل بكيل اليمنية لپ"الحياة" أمس ان دعوته التي وجهها أول من أمس عبر وسائل الاعلام الى القبائل اليمنية من أجل عدم الزج بنفسها في فتنة وصراعات لا تخدم اليمن "هي دعوة خالصة باسمه شخصياً وباسم كل مشائخ اليمن إدراكاً للمسؤولية الوطنية والتاريخية حيال أمن المجتمع والوطن واستقراره وطمأنينته" وجدد تأكيده "ان عناصر غير مجهولة عرفت بالمراوغة وتجاوز أصحاب الحل والعقد في البلاد تحاول الاصطياد في الماء العكر". ولم يستبعد الشيخ الشايف "دور الاحزاب المتشددة من الاسلاميين واليساريين في تأجيج الاوضاع في البلاد وتهديد الكيان الشعبي المتماسك لليمن". ودعا الى "الحكمة والتعقل من الجميع واظهار النيات الحسنة لتجاوز الأوضاع الراهنة". من جهة اخرى، أكدت مصادر في المعارضة اليمنية ان احزاب المعارضة تخطط للخروج في مسيرات سلمية احتجاجاً على قرارات رفع الاسعار التي اتخذتها الحكومة والمطالبة بإلغاء تلك القرارات. وقالت هذه المصادر ان احزاب المعارضة تعد لمسيرة سلمية كبرى غداً في محافظة حضرموت شرق البلاد اضافة الى مسيرات اخرى في عدد من المدن الرئيسية، في حين اكدت الحكومة ان عدولها عن قراراتها الأخيرة برفع الاسعار أمر غير مقبول لأن ذلك سيؤدي الى انهيار سريع للاقتصاد. اضافة الى فقدان ثقة المؤسسات الدولية في نيات الحكومة اليمنية وقدرتها على تنفيذ الاصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية أياً تكن الصعوبات