تلقى رئيس الجمهورية اللبنانية الياس الهراوي امس رسالتين من نظيره التونسي زين العابدين بن علي ونظيره الاريتري اسياس أفورقي تتعلقان بالعلاقات الثنائية والاوضاع العربية والافريقية، في وقت غادر بيروت امس الموفد الاوروبي الخاص بعملية السلام في الشرق الاوسط ميغل أنخل موراتينوس، اثر لقائه رئيس الحكومة رفيق الحريري الذي طلب منه العودة في أسرع وقت ممكن"، بعد زيارته اسرائيل واجتماع المجلس الاوروبي في لوكسمبورغ. فقد التقى الهراوي امس وزير الخارجية التونسية سعيد بن مصطفى الذي قال انه سلّمه "رسالة مودة وتقدير" من الرئيس بن علي وأعجب بما تحقق في لبنان على صعيد اعادة الاعمار واستعادة العافية". واضاف انه بحث "مع رئيس الجمهورية في الواقع العربي والتحديات التي تعترضه وفي الامكانات المتاحة أمام المتعاملين الاقتصاديين في لبنانوتونس للعمل على المستوى الثنائي". ثم زار بن مصطفى الرئيس الحريري، وتحدث على الاثر عما فعلته تونس لتسهيل انضمامها الى اتفاق الشراكة الاوروبية. وقال ان آراءه كانت متطابقة ووجهة نظر رئيس الحكومة في ما يتعلق بالقضايا العربية. وأكد بن مصطفى، بعد اجتماع مع نقيب المحررين ملحم كرم، "ان حقوق الانسان في تونس مصونة في شكل كامل، والنهج فيها استشاري يؤمن بالشورى والديموقراطية. الوزير الاريتري وتسلّم الرئيس الهراوي رسالة من أفورقي نقلها اليه موفده الخاص وزير التجارة والصناعة الاريتري علي السيد عبدالله، تشرح وجهة نظر اسمرا لحل المشكلة الاريترية - الاثيوبية في شكل سلمي ومن خلال نبذ أساليب العنف. واضاف "ان هناك تحركات لاحتواء المشكلة في شكل سلمي، ونحن نحاول قدر الامكان كأريتريين ان تسهل مهمة المساعي الحميدة التي تبذل من دول الجوار ومن منظمة الوحدة الافريقية وكذلك من الاشقاء، ونحن تواقون الى دور اساسي وفاعل من الدول العربية للمساهمة في حل هذه المشكلة". موراتينوس وكان موراتينوس التقى الرئيس الحريري نحو نصف ساعة في حضور وزير الدولة للشؤون المالية فؤاد السنيورة. ووصف على الاثر جولة المحادثات ب"الايجابية والمثمرة". وقال "أطلعته على المحادثات الاخيرة التي اجريتها في سورية واسرائيل وعلى نية الاتحاد الاوروبي الاجتماع الاثنين المقبل في لوكسمبورغ على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة خطة عمل استراتيجية كنت قدمتها الى الوزراء. وهذه الاستراتيجية الجديدة تركز على سيناريوهات عدة، سيناريو ايجابي هو قدرتنا على اعادة اطلاق العملية السلمية بين الاطراف الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين مع اسرائىل، وسيناريو سلبي في حال لم يكن هناك إمكان لاستئناف المفاوضات، وعندها علينا التفكير في ما يمكن فعله لانقاذ عملية السلام، وسنحتاج الى مبادرة تستطيع جمع كل الاطراف معاً لذلك". وأضاف ان "الرئيس الحريري وافق على هذا المسعى وشجعني على الاستمرار في مهمتي وكان مرتاحاً الى نتائج زيارتي وطلب مني العودة في أسرع وقت ممكن بعد زيارتي اسرائيل والمجلس الاوروبي حيث سنبحث في عدد من الحلول". وأشار الى ان الحريري أبلغه ارتياحه الى نتائج زيارة الولاياتالمتحدة و"ان الاميركيين كانوا مرتاحين ايضاً الى هذه الزيارة كما أبلغني زملائي الاميركيون في وزارة الخارجية الاميركية". اما الوزير السنيورة فقال ان موراتينوس "عرض التطورات الجارية بعدما كان في اسرائيل ونحن نرحب بدور مساند لاوروبا في العمل في اتجاه المفاوضات، وكانت جلسة مفيدة في هذا الشأن. وتناول البحث التطورات المتعلقة بالشراكة الاوروبية. ولدينا تقدير كبير للسيد موراتينوس ولما يمكن ان تؤديه اوروبا والاتحاد الاوروبي في موضوع المفاوضات والدور المساند الذي تؤديه اميركا بالنسبة الى اتفاق الشراكة، هناك خطوات تجرى في هذا الشأن لتسريع المفاوضات وهذا الامر يتطلب الاتفاق على موضوع المدة الزمنية لازالة الحواجز الجمركية وايضاً للمرونة التي يجب ان تتمتع بها خلال المدة الزمنية التي يجب ان تزال فيها الحواجز الجمركية بالنسبة الى علاقتنا بالاتحاد الاوروبي". وقال الرئيس الحريري ان موراتينوس "يبذل جهوداً يُشكر عليها، وقد أبدينا خلال لقائنا اياه كل استعداد للتعاون معه لاننا نقدّر دوره وجهده وكذلك نقدّر الدور الاوروبي عموماً، وهو أبلغنا انه سيقدّم بعض الافكار لدفع عملية السلام عبر استئناف المفاوضات على المسارين اللبناني والسوري، ونحن نرحب بذلك وليست لدينا مشكلات وانما الكرة في الملعب الاسرائىلي وهذا ما أكده لنا موراتينوس"