شغلت الاقتراحات الاسرائيلية في شأن تنفيذ القرار الدولي الرقم 425 والانسحاب من جنوبلبنان حيزاً واسعاً من محادثات وزير الخارجية البريطاني روبن كوك في دمشق مع الرئيس حافظ الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع، وفي بيروت مع رئيس الحكومة رفيق الحريري ووزير الخارجية فارس بويز. وقال كوك الذي رافقه الموفد الاوروبي الى المنطقة ميغيل انخيل موراتينوس ان المحادثات تناولت كيفية "التوصل الى تقدم في شأن تطبيق القرار 425 وضمان انسحاب القوات الاسرائيلي من جنوبلبنان"، مؤكداً ان بلاده "تؤيد" تنفيذ القرار ال 425 "لأننا نرغب في انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان، خصوصاً ان القرار يطالب بانسحاب غير مشروط"، لكن اشار الى ان وجود تساؤلات تتعلق ب "التأكد من ضمان الأمن في الجنوب في ظروف الانسحاب"، بعدما أكد "صعوبة فصل المسارين السوري واللبناني". وكرر الاسد ان سورية "جاهزة" لمعاودة المفاوضات مع اسرائيل من النقطة التي توقفت عندها في مطلع 1996، مشدداً على "اهمية وجود اوروبي فاعل لمصلحة السلام" في الشرق الاوسط. لكن وزير الخارجية البريطاني لفت الى "صعوبة" معاودة هذه المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها بسبب "وجود اختلاف وجهتي نظر" دمشق وتل ابيب. وقال الناطق الرئاسي السيد جبران كورية ان لقاء الاسد وكوك جرى في حضور الشرع والسفير البريطاني في دمشق باسيل ايستوود وتناول "الاوضاع في المنطقة وعملية السلام والصعوبات التي تعترض طريقها في اتجاه الهدف الموضوع لها"، وان الرئيس السوري "عرض المراحل المختلفة لعملية السلام والوضع الذي آلت اليه بفعل المواقف الاسرائيلية التي أدت الى استهلاك الوقت وتعطيل عملية السلام" بعدما اطلع من الوزير البريطاني على مهمته وسعيه الى الحصول على مواقف الاطراف المعنية بعملية السلام وتطلع بلاده ودول الاتحاد الاوروبي الى تأدية دور فاعل ومكمل للجهود الاخرى في العملية". بيروت وفي بيروت اعلن كوك الذي التقى رئىس الحكومة ووزير الخارجية تفهمه الموقف اللبناني الداعي الى انسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان. وكرر الحريري اقتراحه ان تنسحب اسرائىل من الجولان والجنوب، معلناً استعداد البلدين للتوصل الى سلام عادل في غضون ثلاثة اشهر في هذه الحال. وقال "ان أمن اسرائيل من مسؤولية اسرائيل، ونحن لا نستطيع تأمين الضمانات للعدو". وذكرت مصادر رسمية ان كوك كان، خلال اجتماعه مع رئىس الحكومة، مستمعاً، وان موراتينوس تدخل وتحدث في المنطق نفسه الذي تحدث فيه الحريري، فبادره الوزير البريطاني بالقول "يبدو انك موافق على وجهة نظر الرئىس الحريري". ودعا الحريري كوك لتناول العشاء الى مائدته فاعتذر لاضطراره الى السفر، فعلّق الاول قائلاً: "نحن لسنا مثل نتانياهو، اذا اختلفنا معك في الرأي لا نلغي العشاء".