نيقوسيا، فيينا - أ ف ب - يبدأ الرئيس اليوناني كوستيس ستيفانوبولوس اليوم الخميس زيارة رسمية تستمر اربعة ايام الى نيقوسيا هي الاولى لرئيس يوناني الى الجزيرة منذ استقلالها في 1960. وتأتي هذه الزيارة التي تعتبر "تجسيدا لعمق العلاقات" بين الدولتين على خلفية توتر مع تركيا التي ينتظر ان يقوم رئيسها سليمان ديميريل بزيارة القطاع التركي من الجزيرة. لكن المسؤولين القبارصة والديبلوماسيين اليونانيين حرصوا على التشديد على فصل الزيارة "التاريخية" لستيفانوبولوس عن التوتر الذي تسبب به الاسبوع المنصرم وصول اربع طائرات حربية يونانية الى جنوب الجزيرة ثم اعقبتها بعد 48 ساعة ست طائرات عسكرية تركية الى شمالها. وصرح وزير الخارجية القبرصي ياناكيس كاسوليديس ان "هذه الزيارة الاولى لرئيس يوناني ترتدي اهمية سياسية كبيرة وستتيح لنا التعبير عن امتناننا للشعب اليوناني لدعمه قضية قبرص". واضاف : "لكن لا صلة لها الزيارة بالاحداث الاخيرة لانها مقررة منذ مدة طويلة"، مؤكدا "رفضه سياسة الرد السريع بالمثل والتنافس التي تتبعها تركيا التي سبق وجاء رئيسها مرات عدة الى القسم المحتل". الحضور اليوناني ولفت ديبلوماسي في السفارة اليونانية في نيقوسيا الى ان الزيارة الرئاسية تؤكد "رمز وجود اليونان في قبرص واهتمامها بحل المشكلة القبرصية التي تأتي على رأس اولويات السياسة الخارجية" لاثينا. وسيلتقي ستيفانوبولوس الذي يرافقه وزير الخارجية تيودور بانغالوس ومساعده يانوس كرانيديوتيس، كبار الشخصيات السياسية والدينية في قبرص لكنه لن يعقد اي اجتماع عمل لانه لا يمارس اي مهام تنفيذية. يذكر ان اليونان تعتبر رسميا - مع تركيا وبريطانيا - ضامنة لاستقلال جمهورية قبرص التي لا تبسط سلطتها الاّ على 63 في المئة من مساحة الجزيرة في حين اعلنت في شطرها الشمالي من جانب واحد في 1983 "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لم تعترف بها سوى انقرة. يُشار الى ان الانقلاب الذي دبره العسكريون اليونانيون في 1974 ضد الرئيس القبرصي الراحل الاسقف مكاريوس ادى الى التدخل العسكري التركي في الجزيرة. الدفاع المشترك لكن في 1993 ابرمت نيقوسيا واثينا ميثاقا للدفاع المشترك أدخلت بموجبه اليونان جنوب الجزيرة في مجال دفاعها الجوي واكدت مجددا ان اي هجوم على القبارصة اليونانيين سيشكل سببا للحرب. واعدت قاعدة عسكرية جوية في بافوس جنوب غربي الجزيرة حيث هبطت أخيراً، للمرة الاولى الطائرات الحربية اليونانية. كما انه من المنتظر ان تنشر صواريخ ارض - جو من طراز "اس - 300" روسية الصنع في آب أغسطس المقبل. وهددت انقرة، التي ترفض اي تغيير للوضع العسكري الراهن في قبرص، بتدمير هذه الصواريخ التي تعتبرها نيقوسيا واثينا وموسكو "دفاعية" في وجه الوجود التركي في شمال الجزيرة حيث ينتشر 35 الف جندي تركي. ولتفادي التصعيد والخروج من المأزق اكد الرئيس القبرصي غلافكوس كليريديس مجددا الجمعة الماضي، في رسالة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، استعداده لعدم استيراد اسلحة جديدة اذا تمت الموافقة على مشروعه لتجريد الجزيرة من الاسلحة