جاكرتا - أ ف ب - لا يزال الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي يخيب آمال المحللين وخبراء الاقتصاد بسبب اصلاحاته السياسية الرمزية وعجزه عن اعادة الثقة في اقتصاد بلاده بعد شهر من توليه السلطة خلفاً لسوهارتو. وأعرب محللون عن "شكوك عميقة في قدرة الحكومة على البقاء" طالما ان اساس الازمة وهي الاخطر منذ عقود، يكمن في "انعدام الثقة". وقالوا ان اندونيسيا "لم تستعد الثقة خلال الشهر المنصرم وان هذا واضح من التدهور المستمر للروبية ومواصلة التظاهرات في الشوارع". وبلغ سعر صرف الدولار في جاكرتا اول من امس نحو 15 الف روبية مقابل 11 الفاً لدى وصول حبيبي الى السلطة في 21 ايار مايو الماضي، خلفاً لسوهارتو الذي تنحى تحت ضغط شعبي. وقال المحللون ان الحكومة "فشلت" لأنها غير قادرة على تقديم اجابة "سريعة ومرضية" للمصلحين السياسيين ولاعتمادها على عناصر من فريق الرئيس السابق. وأضافوا ان حبيبي يؤيد اقامة نظام اسلامي "راديكالي" وهو بذلك "يخيف" رجال الاعمال الصينيين الذين تشكل رؤوس اموالهم عصباً رئيسياً للنهوض الاقتصادي. وقال المدير التنفيذي للجمعية الاندونيسية للمساعدة القانونية وحقوق الانسان هنداردي "اذا استمرت الظروف الاقتصادية السيئة على ما هي عليه، سيسقط حبيبي من تلقاء نفسه. وأضاف ان سياسة حبيبي التي تفتقد الى "العمق والفحوى" ليس لها من هدف سوى الحصول بسرعة على المساعدات التي وعدت بها المؤسسات المالية الدولية ومنها 40 بليون دولار وعد صندوق النقد الدولي بتقديمها في صورة عاجلة".