جاكرتا - رويترز - هبطت الروبية الاندونيسية دون مستوى 11 ألفا مقابل الدولار الاميركي وتراجعت اسهم الشركات التي يملك فيها افراد اسرة الرئيس سوهارتو حصصاً أمس، إذ ادى تجدد اعمال الشغب في العاصمة جاكرتا الى تعطيل التداول واصاب المستثمرين بالقلق. وتباطأ التداول في بورصة جاكرتا وسط عمليات نهب واحراق بنايات في وسط العاصمة، ما دفع كثيراً من الوسطاء الى اغلاق مكاتبهم والعودة الى منازلهم. وخلت البنوك الكبرى من العملاء والموظفين، إذ ارغمت اعمال الشغب عشرات الموظفين على البقاء في منازلهم. وأدت اعمال الشغب الى اغلاق الطريق السريع المؤدي الى مطار جاكرتا الدولي. وجرى تداول الروبية عند 10800/11200 مقابل الدولار بعد تراجعها في وقت سابق الى مستوى 11700 روبية، بما يقل اكثر من 25 في المئة عن مستوياتها يوم الثلثاء الماضي قبل مقتل ستة طلاب، ما اثار اعمال شغب سقط فيها 12 قتيلا آخرين على الاقل مع توقع ارتفاع عدد الضحايا. وفي سوق الاسهم هبطت اسعار 96 سهما وارتفعت أسعار 22 سهما فقط واستقرت اسعار 33 سهما دون تغيير. وهبط المؤشر العام للبورصة وسط تداول ضعيف بدرجة كبيرة بينما حال تحقيق اسهم بعض الشركات الكبرى لمكاسب قوية مرتبطة بالعملة دون مزيد من الهبوط في المؤشر. وقال بعض المحللين ان تراجع الروبية لن يوقفه سوى تنحي الرئيس سوهارتو. ولم تعبأ الاسواق بتقارير سابقة وردت من مصر، حيث كان سوهارتو يقوم بزيارة لحضور مؤتمر مجموعة الدول ال 15، افادت باحتمال تنحيه عن السلطة. وقال خبير اقتصادي : "قالها من قبل... ولن يؤخذ هذا على محمل الجد". وقال ريزال رملي مدير مجموعة "ايكونيت" الاستشارية الاقتصادية: "ستواصل الروبية هبوطها حتى يتم تغيير الحكومة0 هذا الهبوط سيستمر". وفي سوق الاسهم واصلت اسهم الشركات التي يملك فيها افراد اسرة سوهارتو حصصاً التراجع أول من امس وسط مخاوف بان قبضة الرئيس سوهارتو 76 عاماً على السلطة بدأت تهتز. وهبط سهم شركة "بيمانتارا" التي يسيطر عليها بامبانغ تريهاتموغو نجل سوهارتو 25 في المئة 125 روبية الى 375 روبية. وتراجع مؤشر البورصة العام 14.0 في المئة الى 51.401 نقطة، وساعد في دعمه مكاسب فنية حققتها اسهم ثلاث شركات كبرى تمثل 22 في المئة من اجمالي القيمة الرأسمالية لاسهم الشركات المدرجة على المؤشر. والشركات الثلاث هي شركات "تيلكوم" و"تامبانغ تيماه" و"اندوسات" واسهمها مزدوجة التسجيل، إذ يجري تداولها في بورصة لندن او نيويورك اضافة الى بورصة جاكرتا. وعند هبوط الروبية يستطيع المتعاملون تحقيق ارباح من صفقات شراء اسهم رخيصة في جاكرتا وبيعها في الخارج. وقالت مصادر مصرفية ان بنوك# عدة في جاكرتا عملت أمس بحد أدنى من الموظفين بعد أن طلبت من الباقين أن يلزموا بيوتهم بسبب تجدد أعمال الشغب في العاصمة الاندونيسية. وفتحت بورصة جاكرتا للأوراق المالية أبوابها رسمياً ولكن أبلغت العاملين فيها ان بامكانهم العودة الى بيوتهم إذا أرادوا. وتباطأت حركة تداول الأسهم بشدة. وقال مصرفي: "الموقف متوتر. وبعض بيوت الوساطة اغلقت مكاتبها في مبنى بورصة جاكرتا". وذكرت المصادر المصرفية ان البنوك لم تغلق أبوابها رسمياً ولكن أعادت معظم موظفيها الى بيوتهم بينما لم يتمكن آخرون من المجيء للعمل أصلاً بسبب تجدد الغضب في مناطق عدة في المدينة. وأعلن مصرف "دويتشه بنك" أمس انه أغلق مؤقتاً فروعه في جاكرتا وسورابايا في اندونيسيا. وقال البنك في بيان: "نظراً لتدهور الموقف في اندونيسيا قررنا أن نغلق مؤقتاً فروعنا في جاكرتا وسورابايا". وأضاف: "نتابع التطورات عن كثب وسنعيد فتح الفروع فور تحسن الموقف". وتابع البيان: "نأمل في استئناف العمليات العادية في أقرب وقت ممكن".