بغداد، نيويورك، واشنطن - أ ف ب، رويترز - رحب العراق امس بقرار مجلس الامن ليل الجمعة السماح لبغداد باستيراد قطع الغيار التي تحتاجها منشآتها النفطية بقيمة 300 مليون دولار. لكنه انتقد بشدة محاولات الولاياتالمتحدة وبريطانيا دفع مجلس الامن الى اطالة أمد برنامج "النفط مقابل الغذاء". وقال ناطق باسم وزارة الخارجية العراقية بعد تأكيده ترحيب بغداد بالقرار، ان بلاده تعارض بشدة أي محاولة تقوم بها لندن او واشنطن لاعطاء البرنامج "طابعاً دائماً الامر الذي يعني الابقاء على العقوبات" على العراق. واتهم الوفدين الاميركي والبريطاني بأنهما بذلا اقصى الجهود اثناء مناقشات مجلس الامن لاعطاء طابع "الديمومة" لبرنامج يمتد لستة اشهر. واعرب الناطق عن ارتياحه لموقف "روسيا وفرنسا والصين والبرازيل وجهود الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لافشال التعديلات الاميركية والبريطانية". وشدد الناطق العراقي مجدداً على الطابع "الموقت والاستثنائي" لبرنامج "النفط مقابل الغداء". ووافق مجلس الامن بالاجماع ليل الجمعة على ان يستورد العراق قطع غيار تحتاجها منشآته النفطية بقيمة 300 مليون دولار. وتم اعتماد هذا القرار الذي يحمل الرقم 1175 بعد شهرين من مفاوضات جرت على خلفية النقاش الدائر في شأن رفع العقوبات عن بغداد. وبات اصلاح المنشآت النفطية العراقية ضرورياً حتى يتمكن العراق من انتاج كميات النفط التي رفعها المجلس الى ما قيمته 5.2 بليون دولار كل ستة اشهر في اطار صيغة "النفط مقابل الغذاء". واشارت الصيغة المعتمدة التى تم التوصل اليها، كما ما اوضح عدد من الوفود، الى ان خطة توزيع المساعدات فى العراق خطة "موقتة". وكانت بغداد اعترضت بشدة على مشروع قرار تدعمه واشنطن يعطى طابعاً "دائماً" للبرنامج الانساني. وقال السفير الروسي سيرغي لافروف اثناء الاقتراع ان القرار "جاء نتيجة مفاوضات صعبة استبعدت تدابير سياسية غير مقبولة". واكد السفير الفرنسي آلان ديغاميه الذي اعترض بشدة على المشروع الذي قدمته البرتغال والسويد وبريطانيا وسلوفينيا واليابان وكوستاريكا ان "هذا الترتيب يبقى موقتاً". واعتبر ان "التسوية التي تم التوصل اليها ... تتحاشى وقف المساعدات الانسانية وتسمح لبغداد بأن تقترح خطة اخرى اذا ارادت ذلك".