اعرب الرئيس بيل كلينتون عن أمله بأن تشكل مباراة كرة القدم بين فريقي الولاياتالمتحدةوايران غداً في اطار مباريات كأس العالم "خطوة اخرى نحو انهاء حال النفور بين بلدينا". وأكد مسؤول اميركي ان واشنطن تنتظر رداً رسمياً ايرانياً على كلام كلينتون الذي كان اعلن عن رغبته في "مصالحة حقيقية" مع طهران، فيما دعا وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الادارة الأميركية الى "تحطيم جدار الشك" بين البلدين، لافتاً الى أن بلاده كانت اثبتت "حسن نية" من خلال دورها في "المساعدة" في انهاء احتجاز الرهائن الغربيين في لبنان. وقال كلينتون في رسالة وزعها البيت الأبيض عشية المباراة بين الفريقين ان هذه المباراة "تعطي فرصة للناس في العالم كي يحكمون عليهم أعضاء الفريقين ليس على أساس المكان الذي شبوا فيه أو لونهم أو طريقة عبادتهم، بل على أساس روحهم ومهارتهم وقوتهم". وأضاف الرئيس الأميركي في ما اعتبر استمراراً للانفتاح على طهران انه مرتاح الى قيامه والرئيس الايراني محمد خاتمي بالعمل لتشجيع المبادلات بين الشعبين و"لمساعدة مواطني البلدين على تفهم الحضارة الغنية" للبلد الآخر. وكان الناطق باسم البيت الأبيض مايكل ماكوري أعلن ان كلينتون تبادل مع رئيس الحكومة الفرنسية ليونيل جوسبان الخميس الآراء في شأن ايران، موضحاً ان جوسبان شدد على أهمية خطاب وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت الاربعاء الماضي، وأشار الى التغيير في "النغم" الصادر من طهران. وأضاف ماكوري ان كلينتون وضع جوسبان في صورة السياسة الأميركية التي عكسها خطاب اولبرايت، وان الزعيمين اتفقا على متابعة الاتصالات حول ايران لمراقبة مستجدات التوجه الجديد في هذا البلد. وزاد الناطق ان الولاياتالمتحدة لا تزال متمسكة بالعقوبات التي يفرضها القانون الأميركي "ورأينا لم يتبدل في الموضوع". ووصف ماكوري مباراة الفريقين الايراني والأميركي بأنها "منافسة صحية" عكس "المنافسات" المميتة السابقة التي الحقت الأذى بالعلاقات بين البلدين. وقال ان هذه المباراة الرياضية "تشكل فرصة لرؤية العلاقات المختلفة التي يمكن أن توجد بين الشعبين". وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية تعليقاً على التصريحات الايرانية إثر خطاب اولبرايت، ان واشنطن ما زالت تنتظر رداً رسمياً من الحكومة الايرانية بعد أن تدرس جدياً معنى الكلام الأميركي. وذكر ان ما يصدر عن طهران الآن هو تكرار "لما كانوا يقولونه في السابق". وأعرب عن الأمل بأن تأخذ طهران وقتها لتدرس معنى التصريحات الأميركية وترد في شكل مدروس على ما اعلنته اولبرايت. وأشار الى كلام كلينتون واولبرايت اللذين شددا على ضرورة اتخاذ البلدين خطوات متبادلة ومتوازية. ولاحظ المسؤول ان الكلام الايراني "ليس سلبياً جداً" وان ما يحاول المسؤولون الايرانيون فعله هو التمسك بموقفهم السابق الى أن يقرروا هل سيتخذون موقفاً جديداً. خرازي في مدريد أ ف ب دعا وزير الخارجية الايراني امس الولاياتالمتحدة الى "تحطيم جدار الشك" في علاقاتها مع ايران. وقال: "إذا كانت الولاياتالمتحدة جادة في رغبتها في التقارب مع طهران عليها ان تثبت ذلك بالأفعال، وتبدل موقفها المعادي لايران، وان تبرهن انها تريد فعلاً تحطيم جدار الشك". وكان الوزير يتحدث في ختام زيارة رسمية لاسبانيا. ورداً على سؤال عن الاجراءات التي يمكن لايران ان تتخذها لاستجابة رغبة الولاياتالمتحدة في تطبيع العلاقات تدريجياً بين البلدين، قال خرازي ان بلاده "قامت بخطوات عدة الى أمام، ولم تتخذها حديثاً". وفي اشارة الى أزمة احتجاز الرهائن الغربيين في لبنان نهاية الثمانينات تابع الوزير: "سبق ان أكدنا حسن نيتنا، وكل المساعدة التي قدمتها ايران لتسوية هذه المسألة كانت مهمة. النيات الحسنة تدفع الى مزيد من النيات الحسنة، وبما ان ايران قدمت مساعدة في شأن قضية الرهائن، كان على الولاياتالمتحدة ان تقوم بمبادرة وهذا لم يحدث". ورفض التعليق على سؤال عن احتمال الغاء الفتوى الايرانية بإهدار دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي، وقال ان الفتوى جاءت: "رداً دينياً على الاساءة الى الاسلام، ونؤمن بروابط الصداقة بين الحضارات وليس بالتصادم بينها". واعتبر ان سبب محاولات التقارب التي تبذلها الولاياتالمتحدة ان الاميركيين لم يعد في امكانهم "نفي الحقائق الايرانية التي بات يعرفها الجميع. ايران دولة مهمة بالنسبة الى المنطقة وتلعب دوراً مهماً في ارساء السلام فيها، والولاياتالمتحدة مضطرة لاعتماد موقف أكثر واقعية". رفسنجاني وكان رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران هاشمي رفسنجاني تجاهل امس في خطبة صلاة الجمعة دعوة كلينتون الى "مصالحة حقيقية" بين البلدين، ورأى ان "العدو" سيحاول استغلال "الخلافات الداخلية" بين المتشددين والمحافظين في ايران راجع ص4. الى ذلك أعلن ناطق باسم السفارة الايرانية في باريس ان خرازي "لن يحضر" غداً مباراة كرة القدم بين فريقي الولاياتالمتحدةوايران في مباريات كأس العالم. وأوضح ان ايران ستمثل رسمياً بوفد يرأسه سفيرها لدى فرنسا حميد رضا عاصفي. ونفت السفارة ان يكون السفير الايراني وجه دعوة الى زعيم الجبهة الوطنية الفرنسية جان ماري لوبان لحضور المباراة