بعد وقوع زلزال بام، تبادل الاميركيون والايرانيون اشارات ايجابية وانما بتوخي الحذر مع استمرار كل طرف بمطالبة الاخر بخطوات قد تتيح البدء بحوار مباشر بينهما.وقال علي اكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في ايران خلال زيارته امس الخميس لمنطقة بام المنكوبة جنوب شرق ايران، ان الولاياتالمتحدة تصدر اشارات ايجابية منذ عدة اشهر وذلك بعدما اعلنت واشنطن تعليقا جزئيا ومؤقتا للعقوبات المالية التي تفرضها على الجمهورية الاسلامية.وقال الرئيس الايراني السابق في مطار بام: علينا ان ندرس بتعمق اكبر (هذه الاشارات) لكنهم (الاميركيون) يصدرون اشارات ايجابية منذ عدة اشهر.واعتبر ان القرار الذي اعلنته الولاياتالمتحدة بتعليق العقوبات المفروضة منذ اكثر من 20 عاما على ايران بشكل جزئي ومؤقت، يشكل اشارة ايجابية. وقد اتخذت واشنطن هذا الاجراء لتسهيل ارسال مساعدات انسانية اميركية بعد الزلزال العنيف الذي ضرب بام. وردا على سؤال حول احتمال ان يؤدي هذا القرار الى معاودة الحوار بين البلدين اللذين تقوم بينهما خلافات قوية، قال رفسنجاني لست متأكدا من ذلك لكن ثمة اشارات تصدرها الولاياتالمتحدة في هذا الاتجاه. وزلزال بام الذي اسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 الف شخص، دفع بواشنطن الى ان تضع جانبا اكثر من عشرين سنة من العداء مع طهران. وامام حجم الكارثة، عرضت الولاياتالمتحدة منذ اليوم الاول تقديم مساعدتها للجمهورية الاسلامية التي وافقت عليها فورا. وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول قال لصحيفة واشنطن بوست الثلاثاء ان الولاياتالمتحدة منفتحة على احتمال بدء حوار مع ايران بعدما رأت مؤشرات مشجعة من الجمهورية الاسلامية. وقال باول: هناك امور تحدث ولذلك يجب ان نبقي على احتمال بدء حوار في مرحلة مناسبة في المستقبل، مفتوحا مضيفا كل هذه الامور مجتمعة تظهر، كما يبدو لي، توجها جديدا في ايران في التعامل مع هذه القضايا. والاربعاء قررت الولاياتالمتحدة السماح للاميركيين ولمدة ثلاثة اشهر بتقديم هبات بالدولار للمساعدة الانسانية لايران التي صنفها الرئيس جورج بوش في العام 2002 مع العراق وكوريا الشمالية في محور الشر للدول التي تتهمها واشنطن بانتاج اسلحة دمار شامل وبدعم الارهاب الدولي. وكانت كل عملية بالدولار مع ايران محظورة على الاميركيين حتى ذلك الحين. وبحسب المرسوم الذي صدر عن وزارتي الخارجية والخزانة الاميركيتين فقد سمح للرعايا الاميركيين اعتبارا من 27 كانون الاول ديسمبر 2003 ولمدة تسعين يوما ان يقدموا هبات لمنظمات غير حكومية في عملية دعم مباشر للجهود الانسانية واعادة الاعمار في ايران. ومن جهته، وصف وزير الخارجية الايراني كمال خرازي قرار واشنطن بانه ايجابي مؤكدا ان الالغاء التام للعقوبات سيوجد مناخا جديدا بين طهرانوواشنطن. ونقلت وكالة الجمهورية الاسلامية عنه قوله ان قرار الولاياتالمتحدة هو قرار ايجابي رغم انه موقت. واضاف بالطبع، سيؤدي الالغاء النهائي والتام للعقوبات الى ايجاد مناخ جديد في العلاقات بين البلدين. واوضح خرازي ان الايرانيين هنا واولئك الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة سيرحبون بالتعليق الموقت للعقوبات الامر الذي سيسمح للايرانيين المنفيين في الولاياتالمتحدة امكانية ارسال المساعدات الى مواطنيهم. واضاف وزير الخارجية ان الشركات الاميركية والايرانيين الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة هم من يعاني اكثر بسبب العقوبات وليس من يعيشون في الجمهورية الاسلامية. وكان الرئيس الايراني محمد خاتمي رفض الثلاثاء، رغم ترحيبه بالمساعدة الاميركية، بشدة اي حوار مع الولاياتالمتحدة طالما لم يحصل تغيير جذري في موقفها المعادي للجمهورية الاسلامية، معتبرا ان المساعدة الاميركية للمتضررين من زلزال بام لا تغير شيئا. لكنه اضاف: لا اعتقد ان هذه المساعدة ستغير شيئا في العلاقات بين البلدين الا اذا حصل تغيير جذري في موقف الاميركيين. وقطعت ايرانوالولاياتالمتحدة علاقاتهما الدبلوماسية في 1980 عندما احتجز طلاب اسلاميون ايرانيون خمسين دبلوماسيا اميركيا كرهائن لمدة 444 يوما داخل السفارة الاميركية في طهران. ومنذ ذلك الوقت، لم يستأنف الحوار رسميا بين البلدين على الرغم من اتصالات غير رسمية.