ارتفعت حدة التوتر في قبرص الى درجة خطيرة امس الخميس بعدما ردت أنقرة بالمثل على اثينا التي أرسلت أربع مقاتلات وطائرة نقل من طراز "سي - 130" الى قاعدة بافوس الجديدة في الشطر الجنوبي اليوناني من الجزيرة المقسمة. وهبطت في احدى قواعد الشطر الشمالي التركي ست مقاتلات تركية من طراز "إف - 16". ورافق هذا التحرك العسكري كلام شديد اللهجة وجهه رئىس الوزراء مسعود يلماز الى اليونان حذرها فيه من أنها هي التي ستعاني من التصعيد، ولكن اثيناونيقوسيا دانتا تحرك تركيا واعتبرتا ان ارسالها طائرات الى شمال الجزيرة "غير شرعي". وقال يلماز ان تركيا لا تريد حرباً "فهذا الاحتمال مرتبط الى حد كبير بموقف القبارصة اليونانيين ... هم الذين سيعانون من تصعيد حدة التوتر". واضاف يلماز ان حكومته تدرس اتخاذ سلسلة من الاجراءات الضرورية، بما فيها عسكرية. وزاد وزير الدولة شوكرو غيوريل ان وجود طائرات حربية يونانية في جنوبقبرص للمرة الأولى خارج اطار مناورات مؤشر الى نيات عدوانية ضد تركيا. كذلك حذّر زعيم القبارصة الأتراك رؤوف دنكطاش، وهو رئيس "الجمهورية التركية لشمال قبرص" التي لا تعترف بها سوى أنقرة، من أن تركيا سترد "بقوة" على أي عمل عسكري يوناني في قبرص. وقال خلال زيارته لقاعدة جيشيتكالي ليفكونيكو التي استقبلت الطائرات التركية: "اذا قام اليونانيون والقبارصة اليونانيون بعمل عسكري، سنرد بقوة أكبر". وأضاف بعد اجتماع مع قائد القوات التركية في شمال الجزيرة الجنرال علي يلتشين: "عليهم تالياً ان يتصرفوا بتعقل وإلا سيتحملون تبعات" أعمالهم. ولاحقاً نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر عسكرية في ليفكوفو ان ثلاثاً من المقاتلات التركية عادت الى بلادها. وتقرر ارسال الطائرات التركية بعد سلسلة من الاجتماعات بين كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في أنقرة. وجاءت الخطوتان اليونانية والتركية تتويجاً لتوترات متصاعدة مع اقتراب موعد مقرر في آب اغسطس لنشر صواريخ أرض - جو روسية الصنع من طراز "إس - 300" في الشطر الجنوبي من قبرص في اطار صفقة بين نيقوسيا وموسكو هددت تركيا غير مرة بانها ستهاجمها اذا تم نشرها بالفعل. ووصف يلماز وصول الطائرات اليونانية ومشاريع الحكومة القبرصية نشر الصواريخ الروسية بأنه "عمل عدواني ضد تركيا". واضاف ان حكومته "قررت اتخاذ تدابير ديبلوماسية جديدة وعسكرية لمواجهة هذه الاحداث ... وسنثبت للعالم بأسره ان القبارصة الاتراك ليسوا وحدهم في مواجهة التهديد المشترك اليوناني واليوناني القبرصي". وزاد وزير الخارجية محذراً من ان تركيا "ستتخذ كل التدابير الضرورية ضد خطط العدوان والتحضيرات" التي تقوم بها اليونان. وتابع في مؤتمر صحافي في انقره ان اثينا تتحمل "المسؤولية الكاملة عن اي عواقب للتصعيد الخطير الذي بدأته الحكومة القبرصية اليونانية". ودانت الحكومة القبرصيةنيقوسيا ارسال الطائرات التركية ونقلت وكالة الانباء القبرصية عن الناطق باسمها خريستوس ستيليانيدس ان التحركات التركية في شمال الجزيرة "غير مشروعة"، مشيراً الى ان نيقوسيا ستحتج لدى الهيئات الدولية على انتهاكات مجالها الجوي. بينما اعتبر وزير الخارجية اليوناني ثيودور بانغالوس ان ارسال الطائرات التركية "امر غير مشروع على الاطلاق". ورأى الناطق باسم الحكومة اليونانية ديمتري ريباس ان "موقف تركيا لا يساهم في تسوية المشكلة القبرصية". ووصف ارسال المقاتلات التركية الى شمال قبرص بأنه "مناورة". وتابع: "لا يمكن لهذا الوضع ان يستمر وعلى انقرة ان تثبت انه في امكانها المساهمة في تسوية المشكلة القبرصية". ورداً على سؤال لمعرفة ما اذا كانت اليونان تعتزم ارسال مقاتلات يونانية جديدة الى الجزيرة، قال ان "الحكومة القبرصية تتولى شؤون الدفاع المتعلقة بقبرص، وهي وحدها تقرر الخطط الدفاعية بطريقة مسؤولة". على صعيد آخر أعربت بريطانيا عن قلقها وقال ناطق باسم وزارة الخارجية: "نستنكر كل الأعمال التي تؤدي الى زيادة حدة التوتر سواء جاءت من الأتراك أو من اليونانيين"