أعربت قمة كارديف لدول الاتحاد الأوروبي امس عن القلق العميق إزاء استمرار الجمود في عملية السلام في الشرق الأوسط وما ينطوي عليه ذلك من تهديد لاستقرار المنطقة وأمنها، مؤكدة ايضاً حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وخيار إقامة دولتهم. واكد البيان الختامي الخاص بالشرق الأوسط في اطار نتائج القمة التي تؤذن بانتهاء الرئاسة البريطانية للاتحاد، الحاجة الى ان تظهر الاطراف المعنية جميعها الشجاعة وبعد النظر في السعي الى تحقيق السلام وفقاً لقرارات الاممالمتحدة والمبادئ المتفق عليها في مدريد وأوسلو، بما في ذلك التنفيذ الكامل للالتزامات القائمة في اطار الاتفاقات الاسرائيلية - الفلسطينية وبروتوكول الخليل. وشدد الزعماء الأوروبيون الخمسة عشر على أهمية اغتنام الفرصة القائمة لتحقيق تقدم على المسار الفلسطيني، واعربوا في هذا الشأن عن التأييد القوي لجهود الولاياتالمتحدة الرامية الى الحصول على موافقة الأطراف على مجموعة الافكار الاميركية التي من شأنها ان تفتح السبيل اذا ما تمت الموافقة عليها أمام تنفيذ الاتفاقات القائمة والبدء بمحادثات المرحلة النهائية بين الفلسطينيين واسرائيل. وفي هذا الاطار دعت القمة الاوروبية في ختام يومين من المناقشات اسرائيل الى ان تعترف بحق الفلسطينيين في ممارسة حق تقرير المصير وذلك من دون استبعاد خيار اقامة دولتهم. وفي الوقت نفسه حض البيان الشعب الفلسطيني على ان يعيد تأكيد التزامه بحق اسرائيل الشرعي في العيش داخل حدود آمنة ومعترف بها. واعربت القمة ايضاً عن القلق العميق ازاء عدم تحقيق تقدم في المسارين السوري واللبناني واكدت الحاجة الى بذل جهود متواصلة لإحيائهما من أجل تحقيق سلام شامل يستند الى مبدأ الأرض في مقابل السلام وتنفيذ كل قرارات الاممالمتحدة ذات الصلة. ورحب الزعماء الأوروبيون بموافقة اسرائيل على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 425 الا ان البيان حث "على ضرورة الانسحاب الكامل وغير المشروط" للقوات الاسرائيلية من جنوبلبنان. ورحبت القمة ايضاً بزيادة الدور الايجابي لدول الاتحاد الأوروبي في عملية السلام وجهود مبعوثها الخاص ميغيل انخيل موراتينوس في هذا الاطار. وأشار البيان الى مشاركة المبعوث بشكل وثيق في المحادثات التي جرت في لندن يومي 4 و5 ايار مايو الماضي بين وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، كل على حدة. كما لاحظ البيان الدعوة الفرنسية - المصرية من أجل تحقيق السلام وكذلك مقترحات المبعوث الأوروبي الخاص واعتبرها مشاركة ايجابية. وتعهد الزعماء الأوروبيون في ختام بيانهم بمواصلة بذل كل ما في وسعهم لدعم وتعزيز عملية السلام ومن يجاهدون من أجل تقدمها