سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قال إنه أبلغ الرئيس المصري رغبة غالبية الإسرائيليين في استمرار عملية السلام . باراك التقى مبارك : على نتانياهو الذهاب فوراً إلى واشنطن لعقد اتفاق على إعادة الانتشار الثانية
اعترف رئيس حزب العمل الاسرائيلي المعارض ايهود باراك ان محادثات السلام على المسار الفلسطيني تحتاج الى دفعة، فيما انتقد بشدة ما تردد عن عزم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو طرح حجم اعادة الانتشار في الضفة الغربية على استفتاء عام واعتبره مضيعة للمال وللوقت. وكان الرئيس حسني مبارك التقى أمس زعيم المعارضة الاسرائيلية، ودعا الأخير نتانياهو للتوجه إلى واشنطن لتنفيذ المرحلة الثانية لإعادة الانتشار والتحرك نحو مفاوضات الوضع النهائي، مشيرا الى ان 75 في المئة من الاسرائيليين يريدون السلام. وجاء لقاء مبارك - باراك غداة اجتماع الرئيس المصري وياسر عرفات في القاهرة أول من أمس والذي عبرا فيه عن قلقهما من بطء العملية السلمية. وعقد مبارك وباراك أمس جلستي محادثات الاولى ثنائية والثانية موسعة حضرها من الجانب المصري نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة الدكتور يوسف والي والمستشار السياسي الدكتور اسامة الباز. ومن الجانب الاسرائيلي الوفد المرافق. ولفت باراك في اعقاب المحادثات الى ضرورة اعطاء دفعة جديدة لعملية السلام في الشرق الاوسط لما فيه مصلحة الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال "ان هناك قلقاً من التباطؤ الذي تمر به عملية السلام" وان غالبية الرأي العام الاسرائيلي ترى ان العملية تحتاج الى دفعة للأمام بدلا من تدهورها الذي يدفعها الى طريق مسدود". وعن موقف حزب العمل من المبادرة الاميركية الاخيرة. قال "يجب ان يذهب بنيامين نتانياهو رئىس الوزراء الى واشنطن فوراً ويعقد اتفاقا للمرحلة الثانية لإعادة الانتشار والتحرك قدماً نحو مفاوضات الوضع النهائي". ورفض التحدث في نسبة اعادة الانتشار. وقال "لا اريد التحدث عن ارقام ونسب ولكن الافكار التي تضمنها العرض الاميركي تعد جيدة". وأشار باراك إلى أنه ابلغ الرئيس المصري برغبة الغالبية العظمى من الشعب الاسرائيلي في استمرار عملية السلام حتى يعم الامن والسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين ويسود كل ارجاء المنطقة. وقال: "حزب العمل يعتقد ان السلام هو الطريق الصحيح لتحقيق الامن الاسرائيلي وان المفاوضات مع الفلسطينيين يمكن ان تؤدي الى التوصل الى اتفاق حول الوضع الدائم". وتابع: "ابلغت القيادة المصرية تأييد حزب العمل الاسرائيلي لتطبيق المرحلة الثانية لاعادة الانتشار وضرورة استمرار المفاوضات المباشرة حول الوضع النهائي حتى يمكن تجنب البدائل الاخرى التي قد تؤدي الى تدهور عملية السلام برمتها. وعن اقتراح نتانياهو اجراء استفتاء حول كل مرحلة جديدة لإعادة الانتشار. قال باراك: "إنني قلت للشعب الاسرائيلي ان ذلك سيكون مضيعة للوقت والمال وسيكلف الكثير من المال وسيستغرق أشهر عدة، ونحن نعرف الاجابة مسبقاً بأن 75 في المئة من الاسرائيليين يريدون التفاهم حول اعادة الانتشار في المرحلة الثانية وتنفيذ هذا التفاهم". وعما ذكر التلفزيون الاسرائيلي بخصوص الموافقة على المبادرة الاميركية والانسحاب من 13 في المئة. قال: "إن إسرائيل تقترب من تفاهم بين الحكومة الاسرائيلية والاطراف الاخرى حول نسبة إعادة الانتشار والتي تصل الى حوالي 13 في المئة". وسئل عن امكان تشكيل حكومة ائتلافية اسرائيلية بين حزبي ليكود والعمل، فقال: "هذا ليس المكان المناسب للتعليق على مثل هذه الأمور. هناك حكومة منتخبة ولسوء الحظ فإنها من ليكود وليست من العمل، والامر متروك للناخب الاسرائيلي ليقرر متى يمكن البدء في انتخابات جديدة والمحدد لها شهر تشرين الثاني نوفمبر عام 2000 ولكن لا يمكنني التكهن بموعدها". وبخصوص الحلول المقترحة للازمة في حال استمرار رفض اسرائيل للمبادرة الاميركية، قال: "اسرائيل دولة ذات سيادة ولا يمكن ان تتعرض لأي نوع من أنواع الضغوط الاميركية"، لكنه أشار الى انه في حالة الوصول لاى طريق مسدود فإن الاميركيين سيعرضون المعلومات التي لديهم على الرأي العام الاميركي وعلى المنطقة ويقدمون للجميع أسباب تدهور عملية السلام، معرباً عن اعتقاده ان هذه المعلومات ستكون من اهم المعلومات التي سيقدمها الجانب الاميركي. ورفض تحديد موقفه من اقامة دولة فلسطينية العام 1999 عاصمتها القدسالشرقية واكتفى بالقول "تعلمت من خبراتي السابقة من خلال المقابلات التي اجريت معي في التلفزيون الاسرائيلي ألا اجيب على أية اسئلة تتعلق بالتكهنات المستقبلية .. وعندما اصل الى الحكم فسوف احضر الى هنا واخبركم بأنني سوف اقوم بحل المشكلة بما يحقق الدفاع عن امن اسرائيل وهو أمر ضروري والاعتراف في الوقت نفسه بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم". واعتبر رئيس حزب العمل ان الهدف من زيارته الى مصر أمس هو "تأكيد رغبة غالبية شعب إسرائيل في استمرار عملية السلام"، لكنه لفت الى "متطلبات أمنية" اسماها "مبادئ حيوية وخطوطاً حمراً بالنسبة الى أمن إسرائيل". وقال باراك ان رغبات الغالبية هي "تحقيق مستقبل افضل لجميع الشعوب في المنطقة والعمل على تحقيق التنمية الاقليمية واقامة علاقات صداقة بين اسرائيل والدول العربية وسير عملية السلام في الاتجاه الصحيح خلال الشهور القليلة المقبلة". وأعرب في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى عقب محادثاتهما أمس عن اعتقاد حزب العمل أن "السلام هو الشرط المسبق لتحقيق الحد الأقصى من درجات الأمن ليس لإسرائيل فقط بل ولجيرانها ... أما ليكود فيؤمن بأن الأمن المثالي شرط مسبق على السلام". ورأى أن "الاتصال الطبيعي بين الفلسطينيين والمستوطنين سيحل مشكلة الأمن الإسرائيلي". وقال: "نؤمن بضرورة وجود قوة دفع جديدة لعملية السلام مع الأخذ في الاعتبار مصالح كل طرف". واعتبر قبول حكومته المبادرة الاميركية بإعادة الانتشار في مساحة قدرها 1،13 في المئة من الضفة الغربية "بمثابة قوة الدفع لاستمرار العملية"، لكنه اعتبر "مسألة النسب ليست هي المشكلة الاساسية"، مشيراً الى أنه تحدث مع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو "لحضه على قبول المبادرة الاميركية والدخول في المفاوضات لتحقيق السلام". وتدخل موسى - الذي خاطب رئيس حزب العمل ب "صديقي باراك" - لافتاً الى أن الأخير "أكد منذ أيام حق الفلسطينيين في تقرير المصير"، وقال موسى: "هذه نقطة مهمة من أجل تحقيق السلام". وواصل باراك مبرراً قرار حكومة ليكود تسليح المستوطنين بزعم أنه "إجراءات تقنية بسبب قلة عدد القوات الإسرائيلية"، معرباً عن اعتقاده في "امكان السيطرة على الموقف ... بصفتي ضابطاً سابقاً لا أرى مشكلة في السيطرة على الموقف". ومن جانبه، نفى اسامة الباز ان تكون الولاياتالمتحدة غيرت نسبة اعادة الانتشار في مبادرتها والتي تبلغ 13 في المئة، وقال: "ربما حدث بعض التغيرات الأخرى بالنسبة إلى الاجراءات الأمنية المطلوبة، لكنها لم تمس نسبة اعادة الانتشار". ورفض الباز ما تردد عن ان الولاياتالمتحدة الاميركية ستنفض يدها من عملية السلام. وقال: "المصالح الاميركية ستتأثر في المنطقة إذا لم يحدث تحرك، وهناك التزامات معينة بحكم كونهم راعين رئيسيين للعملية السلمية". وبخصوص المبادرة المصرية - الفرنسية لعقد مؤتمر دولي لانقاذ السلام والموقف الاميركي منها كشف عن وجود اعتراضات حول هذا الموضوع، موضحاً ان الولاياتالمتحدة كانت ترغب في أن يتم الموضوع بالتنسيق معها. وأضاف رداً على سؤال: "المهم ان يكون هناك تحرك مستمر ولا يوجد تعارض بين القمة ومؤتمر انقاذ السلام". وتابع: "لا يوجد اتفاق حول ترتيب عقد هذه الموضوعات لان البدائل سيتم الاتفاق حولها على أساس موضوعي بعد التعرف على ردود فعل الاطراف المختلفة التي سيتم دعوتها للاشتراك في هذا المؤتمر الدولي أو ذاك". وأشار الى ان الجميع يؤيد عقد القمة العربية بشرط الإعداد الجيد لها وان يكون هناك تصور لما ستخرج به القمة وليس مجرد عقد هذه القمة. ونفى وجود خلافات حول عقد القمة. وقال "القمة لا تعقد خلال أيام من مجرد التفكير فيها وتحتاج الى وقت لاعدادها" كما نفى ان تكون مصر قد طلبت من الدول التي لديها اتفاقات مبرمة مع اسرائيل وقف التطبيع معها. وعن موعد اعلان الحكومة الاميركية عن موقف تخلف الاطراف من مبادرتها على المسار الفلسطيني. قال "كان يفترض ان يحدث ذلك منذ اسابيع"، وعبر عن أمله بأن يتم "خلال أيام" وقال: "ستقوم اميركا باعلان من رفض او قبل المبادرة"، مشيراً إلى أنها لن توجه اللوم لطرف أو لآخر. في غضون ذلك تلقى مبارك تقريراً امس من سفير مصر لدى واشنطن احمد ماهر تناول العلاقات المصرية - الاميركية والرؤية الاميركية للتطورات الاخيرة الخاصة بالقضايا الدولية. وقال السفير المصري ان وزير الخارجية السيد عمرو موسى سيتوجه الى واشنطن الشهر المقبل لبدء الحوار الاستراتيجي المصري - الاميركي، وتسبقه زيارة لوزيري التخطيط والاقتصاد لاجراء محادثات والمسؤولين الاميركيين في شأن التعاون الاقتصادي بين البلدين. ولفت الى أن اهم موضوع في جدول الحوار هو مسيرة السلام والعقبات التي تضعها اسرائيل امام المبادرة الاميركية.