عزا مشاركون في الندوة الأولى للاحزاب البرلمانية المغاربية التي استضافتها ليبيا أخيراً إرجاء التأسيس الرسمي لإطار سياسي مشترك الى وجود تباعد كبير بين الاحزاب في "الخيارات الاستراتيجية". وكانت الندوة التي استمرت يومين وتحدث فيها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أرجأت تشكيل منظمة للاحزاب المغاربية وانتخاب مكتب دائم لها الى ندوة تحضيرية ثانية يرجح ان تعقد العام المقبل. وأفاد مشاركون في الندوة ان الخلاف الذي برز في اليوم الأول في شأن اعتبار الامازيغية بعداً أساسياً من أبعاد البنية الثقافية والحضارية للمنطقة المغاربية كاد يفجر الندوة لدى انطلاقها. وكانت رئيسة "حزب العمال" الجزائري المعارض لويزة حنون أول من طرح الفكرة، مشددة على ضرورة اعتمادها من ضمن الرؤى المستقبلية للمنطقة، وساندها ممثلا "الحركة الوطنية الشعبية" المغربية التي يتزعمها محجوبي أحرضان. إلا ان وفود الاحزاب الأخرى، بما فيها الاحزاب الجزائرية والمغربية، اعترضت على طرح "الأمازيغية" كانتماء قومي أو عرقي يمزق الوحدة الثقافية والتاريخية للمنطقة، مما دفع زعيمة حزب العمال الى مقاطعة الندوة بعد الجلسة الأولى ومغادرة ليبيا. وشدد البيان الختامي للندوة غير مرة على الانتماء الحضاري للمنطقة الى العالم العربي - الاسلامي، وتكريس "الهوية العربية - الاسلامية للمغرب العربي"، فيما اعترض المدافعون عن الامازيغية على عبارة "المغرب العربي" واقترحوا بديلاً "شمال افريقيا".