نيودلهي، واشنطن، نيويورك، لندن - أ ف ب، رويترز - في سلسلة من التطورات في جنوب آسيا أكدت الهند امس الجمعة أنها ستعاود في الثاني والعشرين من الشهر الجاري حواراً لم يحدد مكانه بعد مع جارتها وعدوتها باكستان ولكنها رفضت اقتراحاً من اسلام آباد لعقد اتفاق ثنائي لحظر التجارب النووية، مشيرة الى انها اعلنت بالفعل وقف تجاربها النووية. وردت اسلام آباد على دعوة الهند الى اجراء محادثات بأن اعتبرتها مجرد "خدعة" واتهمت نيودلهي بافشال المحادثات السابقة واقترحت في المقابل اجراء محادثات في العشرين من الشهر الجاري. وفي الوقت نفسه اعتبر البيت الابيض ان باكستان، التي قررت أول من أمس تجميد تجاربها النووية، "تسعى الى الحد من التوتر" في المنطقة وحماية "أمنها القومي". الى ذلك اعربت باكستان عن أملها بأن يوفد الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان مبعوثاً خاصاً اليها والى الهند الاسبوع المقبل على ان تلي ذلك زيارة يقوم بها هو بنفسه الى البلدين. في واشنطن اعتبر الناطق باسم البيت الابيض مايكل ماكوري ان الباكستانيين "حريصون على القيام بما في وسعهم للحد من التوتر في شبه القارة. وهم يدركون جيدا على ما يبدو ما تستطيع الحكومة الهندية القيام به ام لا. وأتصور انهم يبحثون عن وسائل لحماية امنهم القومي". وفي نيودلهي ردت وزارة الخارجية الهندية على اقتراح باكستان الاتفاق على وقف مشترك للتجارب النووية بتساؤل الناطق باسمها: "ماذا يعني ان يُقترح علينا اتفاق في شأن منع التجارب بينما قد سبق واعلنا اننا سنتوقف" عن اجرائها؟ وأعرب أحمد كمال سفير باكستان لدى الاممالمتحدة للصحافيين في نيويورك عن امل حكومته في ان يزور مبعوث لانان باكستان مطلع الاسبوع المقبل. واضاف: "نأمل في ان يرحب بها الزيارة الهنود ايضا اذا كانوا مهتمين بنزع فتيل التوترات. ونأمل بأن تمهد زيارة المبعوث الطريق امام نزع فتيل التوترات في جنوب آسيا". ولكن مسؤولين في الاممالمتحدة اعتبروا ان "من السابق لأوانه" التحدث عن هذه المسألة وذلك في اشارة الى ان الهند لم تقبل بعد زيارة اي مبعوث ولكن ما زال من المحتمل ان تفعل ذلك. واضاف هؤلاء المسؤولين انه يجب الاعداد بعناية لأي زيارة من نوع تلك التي قام بها انان للعراق في شباط فبراير الماضي ومن ثم فمن المحتمل الا تتم زيارة في الاسبوع المقبل. وقال فريد ايكهارد الناطق باسم الأممالمتحدة رداً على اسئلة ان "أنان على اتصال بممثلين كبار لكل من الهندوباكستان. هدفه حفز الجانبين علي الدخول في حوار ثنائي من اجل حل القضايا الكثيرة التي تثير خلافات بينهم". ورحب أنان باعلان باكستان تجميد تجاربها النووية وقال ان اعلانا مماثلا من جانب الهند يعني وجود وقف فعلي للتجارب النووية في المنطقة. وجاء في بيان للناطق باسمه ان "الامين العام يرحب باعلان باكستان وقفا من جانب واحد للتجارب النووية ويشير بارتياح الى انه مع بيان الحكومة الهندية التي تلزم نفسها فيه الامتناع عن اجراء تجارب نووية يكون وقف فعلي للتجارب النووية قد طبق على ما يبدو في جنوب آسيا". الثمانية الكبار في لندن بدأ وزراء خارجية الدول الثماني الكبرى امس محادثات لتسريع الضغط على الهندوباكستان للتخلي عن سباقهما النووي. ويتوقع ان تدعو الدول الثماني مجدداً البلدين الى الخضوع للمعاهدات الدولية التي تحظر التجارب وانتشار الاسلحة النووية والى حل نزاعهما في شأن كشمير القائم منذ 1947 بالحوار. وانضم الى الوزراء الثمانية خلال "غداء غير رسمي" عدد من المدعوين الاستثنائيين كان بينهم ممثلون عن الصين والفيليبين والارجنتين واوكرانيا وجنوب أفريقيا والبرازيل. وقال مسؤول اميركي ان الوزراء اتفقوا على السعي من اجل تعليق منح قروض لا تتعلق باغراض انسانية الى الهندوباكستان احتجاجا على اجرائهما تجارب نووية. واضاف انه استجابة لاقتراح تقدمت به وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وافق وزراء خارجية اليابان وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وكندا علء استخدام اصواتهم في المؤسسات المالية الدولية بهدف تأجيل الموافقة على منح هذه القروض