التقى ولي العهد المغربي الأمير محمد في باريس أمس الرئيس جاك شيراك الى غداء عمل اقتصر عليهما بعد لقاء عمل منفرد أيضاً. ويتوقع ان يعرض المسؤول المغربي للمسؤولين الفرنسيين موقف بلاده من تطورات نزاع الصحراء الغربية. وكان الأمير محمد وصل مساء أول من أمس الى العاصمة الفرنسية في زيارة رسمية تلبية لدعوة من شيراك. وهي الزيارة الثانية من نوعها منذ 1993. واستقبل رئيس الحكومة الفرنسية ليونيل جوسبان ولي العهد المغربي في لقاء منفرد تبعه عشاء عمل اقتصر الحضور خلاله على الوزير المكلف بالشؤون الأوروبية بيار موسكوفيسي. وتؤكد هذه الزيارة التي سبقتها زيارة قام بها شيراك الى المغرب وزيارة دولة قام بها الملك الحسن لفرنسا في 1996، الانطلاقة الجديدة التي تشهدها العلاقات الفرنسية - المغربية بعد التوتر الذي اتسمت به في عهد الرئيس الراحل فرانسوا ميتران. وقال مصدر مطلع ان هذه العلاقات أصبحت الآن جيدة ومنتظمة وان شيراك والملك الحسن اتفقا في 1996 على عقد لقاء سنوي للجنة حكومية يترأسها رئيسا الحكومة في البلدين وتتناول الأوجه المختلفة للعلاقات الثنائية. وأضاف ان هذه اللجنة فتحت المجال أمام قيام علاقات مستقرة بين المغرب وفرنسا التي قال انها تعلق أهمية كبيرة "على هذه العلاقات لمواكبة عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي التي يطبقها الحسن الثاني ورئيس حكومته السيد عبدالرحمن اليوسفي". وذكر ان هذه اللجنة الحكومية ستعقد اجتماعاً لها في الخريف المقبل، وان زيارة ولي العهد تهدف الى تأكيد متانة العلاقات الثنائية واستمرار العلاقات الشخصية بين زعماء البلدين. وأضاف ان الزيارة تعتبر مناسبة لتعريف الامير محمد على الجيل الجديد من المسؤولين السياسيين في فرنسا، وان المحادثات التي اجراها شملت قضايا اقليمية ودولية. وتوقعت مصادر فرنسية ان يعرض الأمير محمد رأي المغرب في تطورات نزاع الصحراء الغربية. وكان شيراك عمل على خفض عقوبة السجن الصادرة على المغربي عمر رضاض الذي دين بتهمة قتل الفرنسية غيلان مارشال، بعد تدخل السلطات العليا في المغرب. ويقيم ولي العهد المغربي مأدبة عشاء اليوم في ختام زيارته الرسمية في منزل سفير المغرب في فرنسا محمد براده يحضرها وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين.