قللت مصادر مغربية من أهمية الزيارة الخاصة لفرنسا التي سيبدأها غداً زعيم جبهة "بوليساريو" محمد عبدالعزيز، على رغم ان الزيارة هي الأولى من نوعها. وقالت ان الحكومة الفرنسية التي ترتبط بعلاقات ودية مع المغرب، لم توجه الدعوة الى عبدالعزيز، في اشارة الى ان الزيارة تندرج في سياق تحرك منظمات غير حكومية، كونها جاءت بدعوة من "مجموعة الدراسات حول الصحراء" في الجمعية الوطنية الفرنسية التي كانت تشكلت بمبادرة من النائب دانيال بول في الحزب الاشتراكي الفرنسي، وتضم اكثر من عشرين نائباً. وذكرت مصادر صحراوية ان محمد عبدالعزيز اختار ان يلتقي الصحافة الفرنسية في مطعم في باريس الاثنين المقبل. على ان يجتمع مع نواب اعضاء في مجموعة الدراسات الثلثاء، وربما يلتقي أيضاً الأمين العام للحزب الاشتراكي روبير هو. وسيكون محرجاً لمسؤولين في الحكومة الفرنسية التي يرأسها ليونيل جوسبان ان يجتمعوا مع المسؤول الصحراوي، للحؤول دون اضفاء بعد رسمي على الزيارة، وكذلك الحال بالنسبة الى الحكومة المغربية التي يرأسها الاشتراكي عبدالرحمن اليوسفي، وتراهن على تفهم الاشتراكيين الفرنسيين موقف المغرب من تطورات قضية الصحراء، لا سيما ان الرئيس الراحل فرنسوا ميتران كان في مقدم الشخصيات التي تمنت على الملك الحسن الثاني في 1981 التزام خطة استفتاء تقرير المصير لإنهاء النزاع. ويلاحظ مراقبون ان زعيم "بوليساريو" لم يتمكن في أي وقت سابق، حتى إبان تأزم العلاقات المغربية - الفرنسية بسبب خلافات على التعاطي مع ملف حقوق الانسان، من زيارة باريس. ويضيفون ان في الامكان توقع ان تكون للزيارة مضاعفات على صعيد العلاقات المغربية - الفرنسية، اذا اتخذت ابعاداً رسمية. ويستندون في ذلك الى ان حكومة الرباط انتقدت السلطات الاسبانية لسماحها لمحمد عبدالعزيز بزيارة جزر الكناري، وهي الزيارة التي تزامنت مع انعقاد القمة المغربية - الاسبانية في الرباط أواخر الشهر الماضي. وسبق لمحمد عبدالعزيز أن زار عواصم أوروبية مثل مدريد ولندن وبون، لكن السلطات الفرنسية حالت دون تنفيذ طلبات عدة لزيارته باريس. كذلك حضت المسؤولين فيها على الامتناع عن عقد اجتماعات رسمية مع مسؤولي "بوليساريو". وصدرت عن الحكومة الاشتراكية الفرنسية تأكيدات بدعم خطة الاستفتاء التي ترعاها الاممالمتحدة في الصحراء. وأوضح وزير الخارجية هوبير فيدرين مرات ان بلاده تدعم الحل السلمي للنزاع في الصحراء الغربية. ويلاحظ ان الزيارة المرتقبة لعبدالعزيز لباريس تأتي في اعقاب قيام مسؤولين مغاربة ومنشقين سابقين عن "بوليساريو" بزيارة لفرنسا ركزت على اتصالات بأفراد الجالية الصحراوية هناك. لكن المسؤولين المغاربة يقولون ان تلك الزيارة تندرج في سياق التزام تنفيذ خطة التسوية لنزاع الصحراء، على صعيد حض الرعايا المتحدرين من أصول صحراوية على المشاركة في استفتاء الصحراء، وفق المعايير التي اقرتها الاممالمتحدة. ويذهب بعض الاوساط الى اعتبار الزيارة غير بعيدة عن المنافسة بين المغرب والجزائر على كسب ود الحكومة الفرنسية، باعتبار ان باريس ذات نفوذ متزايد في منطقة شمال افريقيا. وتقول الأوساط نفسها ان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف سيزور باريس قريباً لاجراء محادثات مع المسؤولين تتناول ملفات التعاون، ورصد المستجدات في الجزائر التي توليها باريس أهمية خاصة.